نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[165] أبو الفتح، محمد بن عبيد الله بن عبد

صفحة 165 - الجزء 3

  وما أحسن قوله من قصيدة يتألّم فيها لفقد بصره [من السريع]:

  جوهرة كنت ظنينا بها ... نفيسة القيمة والقدر⁣(⁣١)

  ما لي لا أبكي على درّة ... بكاء خنسآء على صخر

  وفيه تورية مرشحة.

  وله من الجناس المركّب [من البسيط]:

  لم أنس قولتها يوم الوداع وقد ... أبدت أنامل خلناها أساريعا

  إن كان راعك حزن يوم فرقتنا ... فلست أوّل صبّ بالأسى ريعا⁣(⁣٢)

  وله في شرائط مجلس الأنس [من الطويل]:

  إذا اجتمعت في مجلس الشّرب سبعة ... فما الرأي في التأخير عنه صواب

  شواء وشمّام وشهد وشاهد ... وشمع وشاد مطرب وشراب⁣(⁣٣)

  وقد تبع ابن سكره في كافأته فأحسن.

  وله:

  وقالوا الغنا عرض للخطوب ... فكيف تعرّض للمعدم⁣(⁣٤)

  وقالوا السّلامة تحت الخمول ... فمالي خملت ولم أسلم

  وذكره ابن خلكان وقال: كان شاعر وقته، جمع شعره بين جزالة الألفاظ وعذوبتها، ورقّة المعاني ودقّتها، وفيما اعتقد أنه لم يوجد قبله بمائتي سنة من يضاهيه.

  قال: ولا يؤخذ من يقف على هذا الفصل فإن ذلك يختلف بميل الطباع وللّه القائل:

  «وللناس فيما يعشقون مذاهب»⁣(⁣٥)


(١) القصيدة كاملة في ديوانه ١٩٠ - ١٩٧.

(٢) ديوان ٢٧١.

(٣) ديوان ٤٩.

(٤) الغيث المسجم ٢/ ٣٥، ديوانه - المستدرك / ٤٩٠.

(٥) وفيات الأعيان ٤/ ٤٦٦.