[165] أبو الفتح، محمد بن عبيد الله بن عبد
  وما أحسن قوله من قصيدة يتألّم فيها لفقد بصره [من السريع]:
  جوهرة كنت ظنينا بها ... نفيسة القيمة والقدر(١)
  ما لي لا أبكي على درّة ... بكاء خنسآء على صخر
  وفيه تورية مرشحة.
  وله من الجناس المركّب [من البسيط]:
  لم أنس قولتها يوم الوداع وقد ... أبدت أنامل خلناها أساريعا
  إن كان راعك حزن يوم فرقتنا ... فلست أوّل صبّ بالأسى ريعا(٢)
  وله في شرائط مجلس الأنس [من الطويل]:
  إذا اجتمعت في مجلس الشّرب سبعة ... فما الرأي في التأخير عنه صواب
  شواء وشمّام وشهد وشاهد ... وشمع وشاد مطرب وشراب(٣)
  وقد تبع ابن سكره في كافأته فأحسن.
  وله:
  وقالوا الغنا عرض للخطوب ... فكيف تعرّض للمعدم(٤)
  وقالوا السّلامة تحت الخمول ... فمالي خملت ولم أسلم
  وذكره ابن خلكان وقال: كان شاعر وقته، جمع شعره بين جزالة الألفاظ وعذوبتها، ورقّة المعاني ودقّتها، وفيما اعتقد أنه لم يوجد قبله بمائتي سنة من يضاهيه.
  قال: ولا يؤخذ من يقف على هذا الفصل فإن ذلك يختلف بميل الطباع وللّه القائل:
  «وللناس فيما يعشقون مذاهب»(٥)
(١) القصيدة كاملة في ديوانه ١٩٠ - ١٩٧.
(٢) ديوان ٢٧١.
(٣) ديوان ٤٩.
(٤) الغيث المسجم ٢/ ٣٥، ديوانه - المستدرك / ٤٩٠.
(٥) وفيات الأعيان ٤/ ٤٦٦.