[5] أبو القاسم، وأبو بكر، أحمد بن محمد
  ومن شعره:
  ما لي وللحمل للسكاكين ... ذكرى إذا ما ذكرت تعنيني
  بأي ضرب من الفتوّة لا ... أخلع روح الذي يفاتيني
  وبك يدي خنجري فتعرف لي ... خلفا أو أخيه أو يواخيني
  ما أنا إلّا من الحديد فمن ... أين تقول الحديد يؤذيني
  أما الشياطين فهي ترهبني ... لأنني آفة الشياطين
  قم هات لي شاطرا يقاومني ... أو ادن لي شاطرا يدانيني
  إليك عنّي فلو نفخت فتى ... بمصر طيّرته إلى الصين
  إن الفتى الزانكي يعرفني ... عند المناداة من يناديني
  لو رام إبليس أن يبادرني ... بالرمح والسيف والطبرزين
  ما قلت قول الهلوع من عجل ... هات سناني وهات سكّيني
  لو صوّر الموت مات من فزعي ... وكنت آتيه قبل يأتيني
  فخذ معي في المجون واللعب يا ... من ليس في حالة يساويني
  وكل ضرب من العبارة لا ... يلحقني فيه من يجاريني
  ما لي لا أخلع العذار وأج ... ري مع اللهو في الميادين
  إن غلامي الذي كلفت به ... أطيعه في الهوى فيعصيني
  يميل تحت الردا من قصف ... كالغصن في رقّة وفي لين
  ذو نخوة برحت بعاشقه ... أشدّ من نخوة السلاطين
  فما انتظاري بقطع تكتّه ... إن لم يكن حلّها يواتيني
  ويلي من كسر حاجبيه ومن ... تفتير عينيه كلما حين
  ما الموت إلّا في وردتين على ... خدّيه قد حفّتا بنسرين
  كم لائم لامني فقلت له: ... حسبك إن الملام يغريني
  تحسبني قد جننت وحدي لا ... كم لي شبيه من المجانين
  ومحاسن الصنوبري وشعره كثير، وهو مجيد محسن وصّاف كثير الملح، سائر الذكر، تورد روضياته في كل كتاب أدبي لطيف، وقد أوردت هنا ما هو منية المتمنّي، وطرب الذكي، ومدام الخليع، وسلوة المؤمن المتأسي بأكارم الطيبين،