[173] أبو حسان المقلد بن المسيب بن رافع بن
  وتوفي أبو حسّان المقلّد قتيلا بالأنبار قتله غلام له تركي، في صفر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة(١)، ¦.
  قال ابن خلكان: روي أن الغلام سمعه يقول لرجل ودّعه يريد الحج: إذا جئت ضريح رسول اللّه ÷ فقل له عنّي: لولا صاحباك لزرناك، وكان التركي سنيّا فاغتاله(٢).
  قلت: التفقّه في الدين رأس الدين، فلو لا شدّة عصبيّة حسام الدولة ما قال هذا، فإنه كان يزداد ثوابه، إذا أدّى ما يجب لرسول اللّه ÷ ونظر من يكره، ولا بدّ دون الشهد من أبر النحل.
  ومن عجيب مذهب ابن تيمية الحراني(٣) كراهية زيارة رسول اللّه ÷ وأنكر عليه عامة أهل السنّة وكان إمام الحنابلة بدمشق وحبس أياما وهو حقيق.
  وللشريف أبي الحسن الرضي من قصيدة يرثي بها حسام الدولة المقلّد المذكور:
  وقل للحمى لا حامي اليوم بعده ... ولا قائم من دون مجد وسؤدد
  وللبيض لا كفّ لماض مهنّد ... وللسمر لا باع لعال مسدّد
  وقل للعدى دبّا على كل جانب ... من الأرض أو نوما على كلّ مرقد
  فقد زال من كانت طلائع خوفه ... تعارضكم في كل مرعى ومورد
(١) وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٣.
(٢) وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٣.
(٣) محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي، ابن تيمية الحراني الحنبلي، مفسر، خطيب، واعظ. كان شيخ حران وخطيبها. مولده فيها سنة ٥٤٢ هـ، ووفاته فيها أيضا سنة ٦٢٢ هـ. من كتبه «التفسير الكبير» عدة مجلدات، و «تخليص المطلب في تلخيص المذهب» فقه، و «ترغيب القاصد» فقه، و «بلغة الساغب» فقه، و «شرح الهداية» و «ديوان الخطب الجمعية».
ترجمته في:
المنهج الأحمد - خ، والوافي بالوفيات ٣: ٣٧ والاعلام - خ. والمقصد الأرشد - خ. وفيات الأعيان ٤/ ٣٨٦ - ٣٨٨، وفيه: وفاته سنة ٦٢١ وقيل ٦٢٢ وأورد سبب التسمية بابن تيمية وهو أن أبا هذا، أو جده، رأى فتاة جميلة بتيماء، وعاد إلى زوجته فوجدها قد وضعت بنتا، فقال: يا تيمية! تشبيها لبنته بها، فأطلق على أبنائها قلت: وابن تيمية «شيخ الإسلام» أحمد بن عبد الحليم، يتصل نسبه بالخضر بن محمد، والد صاحب هذه الترجمة، فيكون هذا من أعمامه، أنظر نسبه في البداية والنهاية ١٤: ١٣٥، الاعلام ط ٤/ ٦ / ١١٣.