[191] أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي
  وذكره الذهبي في النبلاء وذكر فضله وأنّه شيعي.
  وقال ابن خلكان: كان من الأماثل والصدور الأفاضل، انتهت إليه المعرفة بالكتابة والإنشاء والحساب مع مشاركة في الفقه وعلم الأصولين وغير ذلك، قرأ على أبي منصور الجواليقي، وعلى من بعده، وخدم الديوان، من صباه إلى أن توفي، وله الرسائل البليغة، وكان كثير العناية بالمعاني أكثر من طلب التسجيع(١).
  قلت: كالمذكور قبله في رسالته المذكورة.
  قال: وتولّى النظر بديوان البصرة وواسط والحلّة، ثم طلب من واسط في المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة فرتّب حاجبا بباب النوبي، وقلّد النظر في المظالم، ثمّ عزل سنة تسع وسبعين في ربيع الأوّل، ثم أعيد في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين، فلما قتل أستاذ الدار هبة اللّه بن علي بن هبة اللّه المعروف بابن الصاحب، في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، ترتّب قوام الدين مكانه(٢).
  قلت أنا: كان ابن الصاحب أحد وزراء الناصر لدين اللّه أبي العبّاس وكان معدودا من الكملاء وكان أيضا شيعيّا.
  ثمّ عزل قوام الدين سنة خمس وثمانين وعاد إلى واسط، ثم قلد ديوان الإنشاء ببغداد في رمضان سنة اثنتين وتسعين، ثم ردّ إليه النظر في ديوان المقاطعات، ودام على ذلك إلى أن انقطع حبل عمره.
  قال: وكان حسن السيرة، محمود الطريقة، حدّث بشيء يسير، وكتب الناس عنه كثيرا من نظمه ونثره، فمن ذلك:
  باضطراب الزمان ترتفع الأنذال فيه حتى يعمّ البلاء ... كان الماء ساكنا فإذا حرّك ثارت من قعره الأقذاء(٣)
  ومن شعره أيضا:
  إنّي لأعظم ما تلقونني جلدا ... إذا توسطت حول الحادث النكد
(١) وفيات الأعيان ٦/ ٢٤٤.
(٢) وفيات الأعيان ٦/ ٢٤٥.
(٣) وفيات الأعيان ٦/ ٢٤٥.