[10] مهذب الملك، أبو الحسين، أحمد بن منير
  بقر ترى برؤسهم(١) ... طيش الظليم إذا نفر
  وحفيفهم مستثقل ... وصواب قولهم هذر
  وطباعهم كجبالهم ... جبلت وقدّت من حجر
  ما يدرك التشبيب من ... صوت البلابل في السحر
  وأقول في يوم تحا ... رله البصيرة والبصر
  والصحف ينشر طيّها ... والنار ترمى بالشّرر
  هذا الشريف أضلّني ... بعد الهداية والنظر
  فيقال: خذ بيد الشري ... ف فمستقرّ كما سقر
  لوّاحة تسطو فما ... تبقي عليه وما تذر
  واللّه يغفر للمسي ... ئ إذا تنصّل واعتذر
  فاخش الإله بسوء فع ... لك واحتذر كلّ الحذر
  وإليكها بدوية ... رقّت لرقّتها الحضر
  شامية لو شامها ... قسّ الفصاحة لافتخر
  ودرى وأيقن أنني ... بحر والفاظي درر
  وإلى الشريف بعثتها ... لما قرآها وابتهر
  ردّ الغلام وما استم ... رّ على الجحود ولا أصرّ
  وأثابني وجزيته ... خيرا وقال لقد صبر(٢)
  وهي قصيدة بديعة في بابها، لأنه بناها على قسم، وجوابه مع طولها وانسجام أبياتها، وما تضمنته من الألايا التي هي مذهب الإمامية وهو ضد كلّ ما ذكروه، وتوعّد أنه لم يردّ عليه تتر، إلّا إن ما ذكره ابن حجة وهو أنه كتبها إلى الشريف الرضي(٣) فيه بعد، بل لا يصح، فإن أئمة التأريخ ذكروا أن الرضي توفي سنة ست وأربعمائة، وأما ابن منير فإنه توفي كما ذكرنا أولا سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ولو فرضنا أنه كتبها إلى الرضي قبل وفاته فإنه يقتضي أنه عاش بعده
(١) في هامش ج: «برئيسهم».
(٢) ثمرات الأوراق ٢١٣ - ٢١٦، خزانة الأدب لابن حجّة ١٤٦ - ١٤٨، مجالس المؤمنين ٤٥٧، أنوار الربيع ٣/ ٢٢٤ - ٢٢٩، الكشكول للبحراني ٨٠، تزيين الأسواق ١٧٤، أمل الآمل الغدير / ٣٢٦ - ٣٢٧، أعيان الشيعة ١٠/ ١٥٣، ديوانه ١٦٠ - ١٧٠.
(٣) في خزانة الأدب: «الشريف الموسوي».