نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[22] السيد أبو علي، أحمد بن محمد الحسني

صفحة 299 - الجزء 1

  وغالب شعره في آل القاسم، امتدحهم وأخذ جوائزهم، وله ديوان شعر، ومدح المتوكل بن المنصور ثم غاضبه وركب البحر (ذا النون إذ ذهب مغاضبا)، وورد مكة الغرا، ولم يرتض أبو المجد إلّا أم القرى، وأميرها إذ ذاك الشريف زيد بن المحسن⁣(⁣١) فامتدحه وعرّض بهجاء المتوكل وكان عازما على قصد الروم والتوّغل في تلك البلدان والهرب من بني علي إلى بني عثمان، ثم بدا له ما عاقه عن سورة الروم ورجع إلى الفرقان، فاستخار الحي القيوم وعاد إلى اليمن فقطن حتى أدركه شعوب، فانتقل إلى روضة علّام الغيوب.

  وشعره ظاهر التكلّف، وكان المتوكل يتّقي لسانه.

  سمعت شيخنا السيد العلامة صلاح بن أحمد الرازحي ¦ أنه دخل إلى المتوكل بالسودة فجعل يحادثه ويعاتبه على تقصيره في حقّه فقضى جميع حوائجه وقال: أنا لا أستحل [أن] أردّ لك حاجة واحدة أبدا، فقال السيد:

  واحتاج إلى هذه السجادة بسجادة هندية نفيسة وكانت تحته، فقام المتوكّل عنها وأخذها السيد، وإنّما أراد المتوكل أنه لا يستحل إرجاع إرادته لأنه من المؤلفين، وأكثر أشعاره من غير ذلك في العقائد، وكان جاروديا، وأحسن ما سمعت له أن المتوكل حضر من ضوران إلى صنعاء في أوائل ذي الحجة ودخلها وقت صلاة الصبح فأقبل إلى الجامع متنكرا، وصلّى مع الناس وفطن له السيد مع جماعة فقال:

  قد طلع الفجر والإمام معا ... فمرحبا بالإمام والفجر

  واقترن الصبح والأصيل وما ... أحسن هذا القران في الدهر

  بخ لصنعا بطلعته حكت ... البدر وكان المحاق للبدر


(١) زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي: أمير مكة. ولد فيها سنة ١٠١٤ هـ، ووليها سنة ١٠٤١ هـ، وحسنت سيرته، لولا ما صنع في نجد، قال ابن بشر: «وفي سنة ١٠٥٧ هو سار زيد بن محسن إلى نجد ونزل الروضة، البلدة المعروفة في سدير، وقتل رئيسها محمد بن ماضي بن محمد بن ثاري، وفعل ما فعل من القبح والفساد». وحدثت في أيامه فتن تمكن من قمعها. وكان فيه دهاء وحزم. مدحه بعض شعراء عصره. واستمر إلى أن توفي بمكة سنة ١٠٧٧ هو.

ترجمته في:

خلاصة الأثر ٢: ١٧٦ - ١٨٦ وخلاصة الكلام ٧٤ - ٧٩ ونزهة الجليس ١: ٢٨٧ وعنوان المجد ١: ٥٢، الإعلام ط ٤/ ٣ / ٦٠ - ٦١.