نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[29] الصاحب أبو القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن

صفحة 356 - الجزء 1

  ومنهم أبو القاسم الزعفراني⁣(⁣١)، وله الأبيات السابقة في أوائل ترجمة الصاحب، وكان شيخا قد تاب عن الشراب مقتديا بالصاحب، فأراد فخر الدولة على معاودته فعاوده، فقال [من الخفيف]:

  هاتها لا عدمت مثلي نديما ... قهوة تنتج السرور العقيما

  قهوة تنتمي إلى الشمس لا يعرف ... في جنسها الثرا والكروما

  خالفت دنها الغليظ فرقّت ... واستفادت من السموم نسيما

  كرمت عنصرا فلوعب فيها ... أبخل الناس غادرته كريما

  وكأني لما رجعت إليها ... كنت من كل لذّة محروما⁣(⁣٢)

  الزعفراني كثير الشعر، وعقد له الثعالبي في اليتيمة ترجمة⁣(⁣٣)، ونسبته إلى الزعفران وهو حار في أول الثالثة، يابس في آخر الثانية، مفرح، وقيل إن شرب ثلاثة دراهم باليوناني من خالصه يقتل بالضحك، وهو مخدّر ويدخل في المفرحات، وفيه انضاج ويضر بالدماغ الصفراوي، ويحمّر الوجه، وإدمانه يولّد مادة البرسام⁣(⁣٤) ويصدع جدا ويهيّج الوقاع للمبرود.

  ودريه: بفتح الدال المهملة وكسر الراء وإسكان الياء المثناة من تحت وبعدها هاء، أحد أبواب أصفهان، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل.


(١) واسمه عمر بن إبراهيم: ترجم له الثعالبي في يتيمة الدهر ٣/ ٣٤٢ - ٣٥٢ بما ملخصه: (من أهل العراق، شيخ شعراء العصر، وواسطة عقد ندماء الصاحب، وله عنده حرمة وكيدة، وكان جيد النظم حسن المعاشرة، حاذقا بلعب الشطرنج. استدعاه فخر الدولة لمنادمته، وكان قد نادم أخاه عضد الدولة) ثم أورد نماذج حسنة من شعره.

(٢) كاملة في اليتيمة ٣/ ٣٤٢ - ٣٤٣.

(٣) يتيمة الدهر ٣/ ٣٤٢ - ٣٥٢.

(٤) في هامش الأصل: «الرسام».