[62] السيد الحسين بن محمد بن شعبان الجحافي
  وذات طوق كأنما في ... لحاظها شعشع الرحيق
  لها قميص بنفسجيّ ... ما شابه الوشي والخلوق
  رقت قضيبا زبرجديّا ... يقلها فوقه العقيق
  غدت ضحاء عليه تشدو ... وما درت قلب من تشوق
  حمامة الأيك لست مثلي ... وبيننا في الهوى فروق
  قد علم اللّه ما كتمنا ... وأينا بالأسى خليق
  يا برقة الأبرقين لولا ... أهلوك لم تشجني البروق
  عليك من بعدهم يلام ... ختامه الأذفر السحيق(١)
  وهذا النفس الشعباني ربيع منور، فسبحان مانحه:
  وله أيضا:
  ولم أنس إذ منّت عليّ بزورة ... أراحت فؤادي من صدود ومن بين
  فعانقتها حتى وهي درّ عقدها ... فقالت لخير ليت ذا إلا مرام حين
  فقلت لها هذا نثار مع اللقا ... وفي ساعة التوديع أقضيك من عيني(٢)
  ومن لم يرقص على سلافة هذا المقطوع فقد سحر به، نعم، البيت الأخير مأخوذ من قول ابن نباتة:
  أفديه لدن القوام منعطفا ... يسلّ من مقلتيه سيفين
  وهبت قلبي له فقال: عسى ... نومك أيضا فقلت: من عيني(٣)
  لكن الجحافي أكسبه وزانة حلاوة وحسن سبك.
  وله أيضا:
  رعى اللّه من ودعتهم وكأنما ... أودع نفسي من حجاب حشائي
  أشرت إليهم ما تركتم لصبكم ... وقد صد نطقي كربتي وبكائي
  فقالوا سهادا واشتياقا على المدى ... وسقما إلى أن تشتفي بلقاء
  فقلت خذوا نومي جزاء وسلوتي ... ولذة عيشي بعدكم وغنائي
(١) نشر العرف ١/ ٦٢٤ - ٦٢٥.
(٢) نشر العرف ١/ ٦٢٤.
(٣) ديوان ابن نباته المصري ٥٣٣.