[75] السيد العلامة ضياء الدين، أبو محمد، زيد
  فارقتهم جسما وعندهم ... روحي وأدمع مقلتي تنبي
  وبمهجتي في سفحهم قمر ... تغنيه مقلته عن العضب
  نضح الأهلّة طلعة وزهت ... هيفاء قامته على القضب
  في ريقه خمر معتّقة ... تزري بخمرة أكؤوس الشرب
  ودّعته والقلب متّقد ... ومدامعي تنهل بالسكب
  والحال تنشد والدموع دم ... دمعي عليك مجانس قلبي
  وظننت أني بعد فرقته ... أقضى وجوبا عندها نحبي
  فجنحت عن تذكاره وغدا ... لي مذهبا مدح الفتى النّدب
  وله من قصيدة كاتب بها القاضي محمد بن إبراهيم السحولي - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(١) -:
  بانوا فسالت على خديه أدمعه ... مورق الجفن مغرى القلب مولعه
  وقوضوا خيما عنه وإن لهم ... مضاربا قد حوتها منه اضلعه
  وفارقوه فلا يدري أودعهم ... أم روحه قد غدا جهرا يودعه
  يستنبئ الريح طورا عنهم خبرا ... وتارة سرّه المكتوم يودعه
  ويسأل الركب عنهم أين أمّ بهم ... حادي المطيّ فلا ينبي فيسمعه
  ما كان يحسب تفريق الزمان لما ... قد كان من قبل أن يقضيه يجمعه
  وفيهم رشأ ما زارني حدبا ... إلا ونور محياه يروعه
  كم ليلة بتّ أجني ورد وجنته ... ولست أدري ما الأيام تصنعه
  ولا رقيب سوى صبح يتم بنا ... (وأدمعي مستهلات وأدمعه)
  أفديه من خوط بان مثمرا قمرا ... في قلب مغرمه المشتاق مطلعه
  وربّ فتية عذال تعنفني ... على هواه ولا أقوى فأدفعه
  تغري بتحذيرها قلبي فأنشدها ... (لا تعذليه فإن العذل يولعه)(٢)
  والنصف من هذا البيت ومن البيت التاسع مودع من القصيدة السائرة لابن
(١) ترجمه المؤلف برقم ١٤٦.
(٢) نشر العرف ١/ ٦٩٧.