[81] أبو الحسن، السري بن أحمد بن السري
  وهما كالأول في الجودة.
  ومن غرره في التشبيب [من الوافر]:
  بنفسي من أجود له بنفسي ... ويبخل بالتّحيّة والسّلام
  وحتفي كامن في مقلتيه ... كمون الموت في حدّ الحسام(١)
  وصنّف كتاب «المحب والمحبوب»، وكتاب «المشموم والمشروب»، وكتاب «الدرّة».
  وكان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الأخوين الخالديين الشاعرين المشهورين منافسة، وكان يدّعي عليهما سرقة شعره، ووردا بغداذ وهو بها في حضرة الوزير المهلبي فعمل فيهما من قصيدة طويلة [من الكامل]:
  بكرت عليك مغيرة الأعراب ... فاحفظ ثيابك يا أبا الخطّاب
  ورد العراق ربيعة بن مكدّم ... وعتيبة بن الحارث بن شهاب
  أفعندنا شكّ بأنهما هما ... في السرق لا في صحّة الأنساب؟(٢)
  وهي طويلة أجاد فيها، وقد ذكرها صاحب اليتيمة، وعندي إنهم طبقة واحدة في جودة الشعر، وكان لا يبرح يذكرهما في شعره على سبيل الاستطراد كقوله [من الطويل]:
  لنا روضة في الدّار ضيع لزهرها ... قلائد من حبك النّدى وشنوف
  يطوف بها منا إذا ما تبسمت ... نسيم كعقل الخالديّ ضعيف
  وندمان صدق نثره ونظامه ... ربيع إذا فاوضته وخريف
  وقد رقّ ثوب الغيم حتّى كأنّما ... تنشّر دون الأفق منه شفوف(٣)
  وتوفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ببغداد، ¦، وقال ابن الأثير: سنة ستين وثلاثمائة.
(١) يتيمة الدهر ٢/ ١٣٧، خاص الخاص ١٢١، شذرات الذهب ٣/ ٧٤، النجوم الزاهرة ٤/ ٦٧، وفيات الأعيان ١/ ٢٥٢، ديوانه ٢/ ٦٨٦.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ١٤٥ - ١٤٦، معاهد التنصيص ٤٩٩ - ٥٠٠، كاملة في ديوانه ١/ ٤١٠ - ٤١٨.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ١٧٧ - ١٧٩، معاهد التنصيص ١٧٤ وقد نسبهما خطأ لأبي الفرج الببغاء، كاملة في ديوان السري ٢/ ٤١٤.