نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[88] أبو منصور ظافر بن القاسم بن منصور بن

صفحة 275 - الجزء 2

  أي البناء الذي أرسوا قواعده ... على دعائم من عزّ ومن ظفر

  أين الوفاء الذي أصفوا شرائعه ... فلم يرد أحد منها على كدر

  كانوا رواسي أرض اللّه منذ نأوا ... منها استطارت بمن فيها فلم تقر

  كانوا مصابيحها دهرا فمذ خبأوا ... هذي الخيلقة يا للّه في شرر

  كانوا شجى الدهر فاستهوتهم خدع ... منه بأحلام عاد في خطى الحضر

  من لي ومن بهم أن أطبقت محن ... ولم يكن وردها يفضي إلى صدر

  من لي ومن بهم أن أظلمت نوب ... ولم يكن ليلها يفضي إلى سحر

  ويل أمة من طلوب الثار مدركة ... لو كان دينا على لبّات ذي عسر

  من لي ومن بهم أن عطلت سنن ... وأخفيت سنن الأيام والسير

  على الفضائل إلا الصبر بعدهم ... سلام مرتقب للأمر مصطبر

  يرجو عسى، وله في أختها طمع ... والدهر ذو عقب شتّى وذو غير

  قرطت أذان من فيه بفادحة ... على الحسان حصا الياقوت والدرر⁣(⁣١)

  للّه هذا السمط الحالي الذي ترك عرنين الأفطس مستقيم المارن وأعاد جديد ملكه البالي.

  وكان أبو محمد من الكتاب الأدباء الأفاضل⁣(⁣٢)، وعمر بن الأفطس أحد أجلاء الملوك الأدباء، وهما من شعراء قلائد العقيان وذكر الفتح بن خاقان: إن ابن تاشفين أسر ابن الأفطس وولديه الفضل والعباس ثم أمر بقتلهما وقتله في المجلس، فالتمس أبوهما أن يقدمهما الجلادون أمامه ليحتسبهما، فانفذوا فيهما تلك البوارق وهو يرى. وجرى دمهما ودمعه عليهما عقيقا ودررا، ثم الحقوه بهما في الحين⁣(⁣٣). فاكمدوا قلب الدّنيا والدين. رحمهما اللّه بفضله.


(١) كاملة في قلائد العقيان ٤٢ - ٤٥، جملة من أبياتها في فوات الوفيات ٢/ ١٩ - ٢٢.

(٢) ترجمته في قلائد العقيان ١٦٤ - ١٦٨.

(٣) أنظر: قلائد العقيان ٤١ - ٥٣.