[99] الشيخ الصاحب عز الدين أبو حامد عبد
  لأن طرفة بن العبد(١) سئل عن مثل ذلك، فقال: مركب وطي وثوب بهي ومطعم شهي.
  قال أبو الحسن العكوّك فحدثت أبا دلف بذلك فقال:
  أطيب الطيّبات قتل الأعادي ... واختيالي على متون الجياد
  ورسول يأتي بوعد حبيب ... وحبيب يأتي بلا ميعاد
  قلت: وللمتأخرين على هذا المنوال أشعار كثيرة حذفتها ميلا للاختصار.
  ومن الغرائب التي ذكر في الشرح: أن سائلا سأل زفر صاحب أبي حنيفة عن الاستفتاح في الصلوات بالكلام هل يفسدها أم لا؟ فقال: قد قال أبو بكر في صلواته ما قال ثم تيقض، فقال السائل: وما قال أبو بكر؟ فصاح به زفر: اخرج عليّ لولا أنّك مريب، أشار إلى ما ذكر إن أبا بكر أمر خالد بن الوليد بضرب عنق عليّ وهو ساجد ثم بدا له، فصاح به في الصلاة: لا تفعل يا خالد ما كنت أمرتك به.
  وذكر الديار بكري والذهبي: أن الشيخ الصّاحب أبا حامد المذكور توفي قبل دخول التتار بغداد بها بنحو سبعة عشر يوم وسلّمه اللّه من شرّهم ¦.
  قلت: استباحت التتار بغداد سنة ست وخمسين وستمائة كما تقدم، وكان
(١) هو أبو عمرو طرفة بن العبد بن بكر بن وائل. شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات السبع. ولد في بادية البحرين نحو سنة ٨٦ ق. هـ. وتنقل في نجد واتصل بالملك عمرو بن هند فكان من ندمائه. ثم تغير عليه فأرسله بكتاب إلى عامله بالبحرين يأمره فيه بقتله. ولما وصل نفذ فيه الأمر سنة ٦٠ ق. هـ. وكان عمره يوم مقتله عشرين عاما وقيل كان ابن ست وعشرين. أشهر شعره معلقته ومطلعها: -
لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
ترجمته في: جمهرة أشعار العرب / ٧٤، شرح المعلقات السبع للزوزني ٢٨، شرح شواهد المغني / ٨٠٥، مقدمة ديوان طرفة، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٥٦. مجلة المشرق ١٥: ٢٣٢ والشعر والشعراء ٤٩ وسمط اللآلي ٣١٩ وفيه: «وهو ابن العشرين، لأنه قتل وهو ابن عشرين عاما» ومعاهد التنصيص ١: ٣٦٤ وجمهرة أشعار العرب ٣٢ و ٨٣ وفيها اسمه «عمرو بن العبد»، والتبريزي ٤: ٨ وخزانة البغدادي ١: ٤١٤ - ٤١٧ وفيه. عن ابن قتيبة: قتل وهو ابن ست وعشرين سنة. وصحيح الأخبار ١: ٨ و ١٦٢ والمحبر ٢٥٨ والآمدي ١٤٦، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٢٢٥.