القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

دعوته # المباركة ومدة خلافته:

صفحة 21 - الجزء 1

  درج -، والمؤيد وأسمه علي.

  قال السيد العلامة الحافظ محمد بن عبدالله أبو علامة |: «ومن محاسن ما قيل فيه # من المراثي هذه المنظومة الفصيحة الدالة على البلاغة وجودة القريحة للسيد شرف الدين الحسن عبد الله بن عبد الله بن قاسم الهادوي |، ورد بها على مولانا أمير المؤمنين مجدالدين بن أمير المؤمنين @ في يوم الجمعة ثالث شهر رمضان سنة تسع وعشرين وتسعمائة، ضمنها ما لم يسبق إلى مثله ولا ينسج على منواله حيث جمع فيها بين الترثية في حي والده الناصر لدين الله، والتهنئة بقيام ولده الداعي إلى الله، وسلك طريقا لا يكاد يجتمع من البلغاء المفلقين لتعسرها في بلاغتها وسبك ألفاظها التي جمعت بين الضدين فإنها غاية في هذا الشأن، وهذا قد جمع بينهما في نصف بيت ففاق طالعها وراق، وصارت جواهر عقود منظومة في الأوراق، فلله در ناظم شذورها الحسان الناسجة على سحبان ذيل النسيان، والمخجلة بفصاحتها بني الزمان في البلاغة والبيان وهي:

  الأمس يبكي وهذا اليوم قد ضحكا ... وصار يضحك من بالأمس كان بكى

  فاعجب لدهر يسر الناس آونة ... وتارة للرزايا ينصب الشركا

  يوم عزاء وتعديد على ملك ... ثوى ويوما يرى من بعده ملكا

  كذا الزمان وفي أفعاله عبر ... والخير والشر في أيامه اشتركا

  وهكذا الدهر مازالت عجائبه ... حينا تسر وحينا تشرق الحنكا

  وإن أحسن حزن ما تعقبه ... بشر و جلّى من الأحزان مانهكا

  بالأمس غيّب في بطن الثرى قمر ... واليوم لاح هلال زين الفلكا

  لأن فقدنا إماما كان عمدتنا ... فقد وجدنا إماما للفقيد حكا

  وإن مضى ناصر الدين الحنيف فقد ... أعاضنا الله بالداعي وما تركا