القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

ترجمة: الشارح #

صفحة 22 - الجزء 1

  جلت خلافة مجدالدين كربتنا ... حتى كأن أباه القرم ما هلكا

  وأصبح الدين من بعد العبوس به ... مستبشرا ضاحكا لا يعتريه بكا

  والشرك أصبح في ويل وفي حرب ... لما راى سيف مجد الدين فانتهكا

  واستبشرت مكة عند القيام به ... وطيبة طاب منها القلب إذ ملكا

  لأنه صاحب العدل الذي وردت ... به الملاحم والنهج الذي سلكا

  مهدي عيسى الذي جائت بدولته ... ولم أكن في الذي بينت مؤتفكا

  أما ترى الأرض قد عمت بدولته ... خصبا وشمر عنها الجدب وانفركا

  وللخلافة أبراج و هلهلة ... بمكة ودم الإشراك قد سفكا

  وللمنابر زهو حين تسمع من ... خُطَّابها ذكره إذ للعلى سمكا

  كم منبر حين كناه الخطيب له ... قد كان يهتز أو يلقاه محتركا

  تيها وفخرا وزهوا قد حواه به ... لأنه خير من صلى ومن نسكا

  ودرة التاج في آل الرسول ومن ... يَجِلَّ في فضله قدرا على الشركا

  وواسط العقد في أبناء فاطمة ... والأصل والفرع منه في النصاب زكا

  وفض خاتم أهل البيت عن كمل ... ومن به ستر أهل البغي قد هتكا

  بمثله ما أتت في الفضل محصنة ... ومن يسمى إماما غيره أفكا

  حاشاه من مثل في الناس بشبهه ... إذ لم يزل في اكتساب الفضل منهمكا

  هو الإمام الذي سَمَّوْهُ منتظراً ... وفضله لقلوب الحاسدين زكا

  دعا فأشرقت الدنيا بدعوته ... والعدل يشكره والجور منه شكا

  خذها إليك أمير المؤمنين أتت ... تجلى إليك وتطوى نحوك الحبكا