[الخبر]
(باب الأخبار)
[الخبر]
  مسألة: (الخبر) نوع مخصوص من اللفظ واستعماله فيه حقيقة.
  وفي غيره كقوله تخبرني العينان ما الصدر كاتم مجاز، ثم اختلف في تحديده.
  فقيل: لا يحد لعسر تحديده على الوجه الحقيقي بعبارة محررة جامعة للجنس والفصل؛ لأن ذلك متعسر في أكثر الأشياء بل في أكثر المدركات الحسية فكيف بالإدراكات.
  وقيل: لأنه أجلى مما يُحد به فإن كل أحد يعلم ماهية الخبر ضرورة وأنه متميز عن سائر أقسام الكلام، والقائلون بتحديده اختلفوا.
[الحدود التي حد بها بعض العلماء]
  فقال القاضي وغيره: الخبر الكلام الذي يدخله الصدق والكذب، والمراد دخوله لغة، أي لو قيل فيه صدق أو كذب لم يخطأ لغة، وكل خبر كذلك، وإن امتنع صدق البعض أو كذبه عقلًا.
  وقال أبو الحسين: الخبر كلام يفيد بنفسه إضافة أمر إلى أمر إثباتًا أو نفيًا.
  قيل: ومعنى الإثبات والنفي أن يعلم منه وقوع النسبة، ولا خفاء أنه لا يرد عليه، مثل قم يا زيد، كما توهم بعضهم؛ لأنه لا يفيد إثبات القيام لزيد وليس يدل بنفسه وبحسب وضعه على إثبات الطلب للمتكلم؛ لأنه عقلي، وهو وإن عرَّف الكلام بأنه المنتظم من الحروف المسموعة المتميزة، واحترز بالمسموعة عن المكتوبة، وبالمتميزة عن أصوات الطيور، فلا يرد عليه أيضا نحو قائم، في زيد قائم، وإن أفاد نسبة القيام إلى ضمير زيد إثباتًا؛ لأنه لم يفدها بنفسه وبحسب الوضع بل بواسطة الموضوع الذي هو زيد.