[الخبر الأحادي]
  الجنين) فإنه لما روى أنه كان عنده امرأتان إحداهما تسمى مليكة والأخرى أم عفيف رمت إحداهما الأخرى بحجر أو مسطح أو عمود فسطاط فأصابت بطنها فألقت جنينا فقضى فيه رسول الله ÷ بغرة عبد أو أمة عمل به عمر والمسطح بكسر الميم نوع من الملاعق، وقيل عود يرقق به الخبز.
  (و) منه أيضا خبر (الضحاك بن سفيان(١) في توريث المرأة من دية زوجها) فإنه لما روى أنه ÷ كتب إليه أن يورث امرأة الضبابي من دية زوجها عمل به.
  قال بعض المحققين: إن الضحاك الذي كتب إليه رسول الله ÷ بذلك هو الأحنف بن قيس التميمي أسلم على عهد رسول الله ÷ ولم يره ÷ دعا له رسول الله ÷ حين قدم عليه وفد بني تميم فذكروه له، (ونحو ذلك) كثير، كعمل ابن عباس بخبر ابي سعيد في الربا في النقد، وعمل الصحابة بخبر أبي بكر: «الأئمة من قريش والأنبياء يدفنون حيث يموتون» مما لا يجري استيعاب النظر فيه إلا التطويل وموضعه كتب السير، قولهم لعل العمل بغير تلك الأخبار، ولا يلزم من موافقة العملُ الخبرَ أن يكون به على أنه السبب للعمل.
  قلنا: عُلم من سياقها أن العمل بها والعادة تحيل كون العمل بغيرها.
  قولهم معارض بأن أبا بكر أنكر خبر المغيرة أنه ÷ أعطى الجدة السدس حتى رواه محمد بن مسلمة وأنكر عمر خبر أبي موسى في الاستئذان حتى رواه أبو سعيد وأنكرت عائشة خبر ابن عمر في تعذيب الميت ببكاء أهله.
  قلنا: إنهم إنما أنكروه مع الارتياب وقصوره عن إفادة الظن، وذلك مما لا نزاع
(١) الضحاك بن سفيان: الكلابي العامري، ولي للنبي ÷ نجداً، وروى عنه ابن المسيب، والحسن في توريث امرأة أشيم؛ وكان شجاعاً يعد لمائة. (تمت لوامع الأنوار ص /٣/ ١١١. لوالدنا ومولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
الضحاك بن سفيان: توفي عام (١١ هـ/٦٣٢ م). الزركلي الاعلام: ٣/ ٢١٤. من المكتبة الشاملة.