القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[الرواية للحديث بالمعنى]

صفحة 302 - الجزء 1

  ظاهر لكن في كون العدالة طارئة نظر، بل الأصل أن الصبي إذا بلغ، بلغ عدلا حتى يصدر عنه معصية.

[الرواية للحديث بالمعنى]

  (مسألة: كثر وتجوز الرواية) للحديث (بالمعنى من عدل عارف) بمعاني الألفاظ (ضابط) لا يزيد على مقتضاهما ولا ينقص منه مع أن الأولى نقله بصورته مهما أمكن.

  (ابن سيرين⁣(⁣١) وبعض المحدثين لا) تجوز تأديته (إلا باللفظ) الذي نطق به ÷.

  (الماوردي⁣(⁣٢)) بل تجوز الرواية بالمعنى (إن نسي) الراوي (اللفظ) لا إذا كان ذاكرا له.

  (وقيل: إن كان موجبه علما) كأخبار الشفاعة، والإمامة جازت الرواية بالمعنى.

  وإن كان موجبه عملا فلا.

  وقيل: إن كان اللفظ (له معنى واحد جاز ذلك) وإلا يكن كذلك، بل كان مشتركا بين معنيين أو معاني (فلا) يرويه إلا بلفظه.

  فهذه خمسة أقوال، ومحل النزاع حيث كان الراوي، كما ذكرنا، وكان غير عارف، فإنه لا يجوز منه الرواية بالمعنى اتفاقا.

  لنا أنهم نقلوا عنه ÷ رواية أحاديث في وقائع متحدة بألفاظ مختلفة،


(١) ابن سيرين: محمد بن سيرين البصري الأنصاري (أبو بكر) فقيه محدث، ولد بالبصرة (٣٣ هـ) وتوفي عام (١١٠ هـ) أشتهر بتغبير الرؤيا واستكتبه أنس بن مالك بفارس، وإليه ينسب كتاب تعبير الرؤيا. (تمت من حاشية شرح العضد ص ١٢٣).

(٢) الماوردي: هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، من كبار رجالات الشافعية توفي عام (٤٥٠ هـ/١٠٥٩ م). (تمت حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٥١٠).