[قول الثقة أنه أو غيره صحابي]
  نصوا على فسق الوليد بن عقبة وبسر بن أرطأة لارتكابهما الكبيرة جرأة، فيحتاج إلى التعديل.
  (وقيل:) هم كغيرهم (إلى حين) ظهور (الفتن) وفُسِّرَ ذلك بأنه آخر عهد عثمان، وفَسَرَه العضد بما بين علي ¥ ومعاوية.
  قال سعد الدين: إمَّا ميلا إلى تفسيق قتلة عثمان بلا خلاف، وإما توقفا فيه على ما اشتهر من السلف إن أول من بغى في الإسلام معاوية.
  وأما بعدها (فلا يقبل الداخل فيها) من الطرفين، وذلك (لأن الفاسق) من الفريقين (غير معين) فكلاهما مجهول العدالة، فلا يقبل، وأما الخارجون عنها فكغيرهم.
  (لنا:) ما يدل على عدالتهم من الآيات نحو قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة: ١٤٣]، أي عدولا، وقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران: ١١٠]، (وقوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...} الآية) [الفتح: ٢٩]، (و) من الحديث (قوله ÷ «أصحابي كالنجوم) بأيهم اقتديتم اهتديتم» (ونحو ذلك) كقوله: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم»، وقوله: «لو أنفق أحدكم ملأ الأرض ذهبا لما نال مد أحدهم»، وهذه وإن كان ظاهرها التعميم كما هو رأي الأشاعرة وبه يحتجون فإن الخبر المشهور المتواتر بنص أهل الحديث وهو قوله ÷ لعمار «تقتلك الفئة الباغية» وكذا قوله ÷ لعلي: «تقاتل القاسطين والناكثين والمارقين» ونحو ذلك مما يفيد العلم عند من له بحث في السير والآثار مما يدل على بغي من حارب أمير المؤمنين وفسقه يقتضي تخصيص ظاهر تلك الآيات والأحاديث بمن لم يحاربه كرم الله وجهه، فإن البغي مناف للعدالة قطعا ألا ترى كيف أمر الله تعالى بقتال الفئة الباغية وقتلها لخروجها عن أمره حتى تفي عن بغيها وغيها، وكل خارج عن أمره تعالى قد جعل حده القتل فهو فاسق قطعا كيف وهو