[الخلاف في تكليفه قبل البعثة بشرائع الأنبياء]
  اعتذر به عن قوله في الجوهرة بدلها ما نسبه بكذا من أن معاني هذه الألفاظ من خصائص القول وتوابعه غير مخلص فليتأمل.
  (وما كان) من أفعاله (مقصورا عليه فلا تأسي به) فيه، وذلك واضح على ما مر.
[الخلاف في تكليفه قبل البعثة بشرائع الأنبياء]
  (مسألة:) اختلف في أنه ÷ قبل البعثة، هل كان متعبداً بشرع أم لا؟
  فالذي ذهب إليه (أبوعلي وأبو هاشم وأبو عبدالله البصري) أنه لم يتعبد، (ولم يكلف قبل بعثته بشرع) نبي قبله أصلا.
  (وقيل بل تعبد بشريعة ما)، بمعنى كلف بها من تعبدته أخذته عبدا، ثم اختلفوا.
  فقيل بشريعة نوح، وقيل بشريعة إبراهيم، وقيل موسى، وقيل عيسى.
  وقيل ما يثبت أنه شرع.
  (وبعضهم) كالغزالي وبعض الشافعية، وهو رأي الإمام يحي (توقف) بناء على أن الأدلة متعارضة، وهذه المسألة علمية لا يتعلق بنا من العلم بها تكليف.
  (لنا) لو كلف بذلك لم يكن له بد من طريق إلى العلم به، و (لا طريق له إلى تحقق شرع من قبله) إلا النقل المتواتر، ولا سبيل إليه؛ (لعدم الثقة) مع تحريف الكتابيين، وأيضا فإنه لم يعرف بالأخذ عن أحد من أهل الكتب.
  وقد يقال إن التحريف لم يكن في جميع التوراة وغيرها من الكتب، بل في مواضع منها بشهادة: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}[آل عمران: ٩٣]، وقوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ}[المائدة: ٤٣]، واستشهاده لابن