[بيان شريعته بعد البعثة]
  صوريا(١) هل في التوراة الرجم، حيث زعم اليهود أنه ليس فيها.
  ولو سلم فإنه لم يعلم التحريف إلا بعد البعثة.
  ولو سلم فلا يمتنع حصول العلم الضروري بخبرهم، فإنه يحصل بخبر الكفار والفساق كما تقدم.
  وقد يمنع أيضاً عدم الأخذ منهم فإن حبرا ويسارا كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل وكان رسول الله ÷ إذا مر بهما وقف عليهما يسمع ما يقرآن حتى قالت قريش إنما يعلمه بشر، سلمنا فما جهل أكثر مما عرف.
  قالوا: أورد في الأحاديث أنه كان يتعبد كان يتحنث، أي يعتزل للعبادة كان يصلي كان يطوف وكل واحد، وإن كان آحادا فإن المجموع متظافرة على إثبات القدر المشترك وتلك أعمال شرعية يعلم بالضرورة ممن يمارسها قصد الطاعة وهو موافقة أمر الشارع ولا يتصور من غير تعبد، فإن العقل بمجرده لا يحسنه، وأصحابنا يدفعون ذلك بأنه لم يثبت لهم علم بشيء مما ذكرنا كما سيجيء.
[بيان شريعته بعد البعثة]
  (مسألة: فأما بعد البعثة) فاختلف هل كان متعبدا بشرع من قبله، أما ما نسخ بدينه فظاهر أنه لم يتعبد به، وأما ما لم ينسخ، فالمختار أنه لم يتعبد به، بل بغيره (فأتى بشريعة مبتدأة).
  (وقيل) بل تعبد (بكل شرع) لم ينسخ، وهذا قول طائفة منهم المؤيد بالله وأبو طالب والمنصور بالله وغيرهم من أئمة أهل البيت $.
  وقيل بشريعة نوح. (وقيل بشرع إبراهيم). (وقيل بشريعة موسى). وقيل بشريعة عيسى.
(١) ابن صوريا: من اليهود. تمت من هامش المخطوطة [أ].