[إجماع أهل البيت $]
  بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» فإنه يدل على ذلك لأنه أوجب الكون تحت قبابهم، والإلتزام بعروتهم، والتشبث بأهدابهم، والإستيضاء بأنوارهم، والإقتدآءبهم، وكفى بجعلهم لكتابه قرينة، فإن ذلك على حجية قولهم أظهر قرينة، وهذا الخبر متواتر عند كثير لفظا ومعنى، فلا يمكن بطلانه سندا.
  وقيل: بل متواتر المعنى فقط، وهو يكفينا فيما نحن بصدده معتمداً لورود معناه بعبارات مختلفة فيها كثرة من جهات متعددة يفيد العلم به لأنها دثرة(١)، يعرف ذلك من فحص وأنصف، لا من حاد عن جادة السبيل وتعجرف.
  (و) لنا أيضا قوله ÷: («أهل بيتي كسفينة نوح) من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» فنص على نجاة من أتبعهم، ولا ينجو إلا من هو محق، فاقتضى أن جماعتهم معصومة، فيكون إجماعهم حجة.
  (و) لنا أيضا ما في (نحوها) من الدلالة على ذلك فإن نحو تلك الآية وذينك الخبرين مما يؤدي ذلك المعنى فيه كثرة على ما هو مقرر في بسائط كتب الأصحاب على أن فيما قد ذكرناه كفاية لأولي النهى والألباب.
  وقد اعترض الدليل الأول بمثل أن أهل البيت هم أزواجه ÷؛ لأنهنَّ اللائي في بيوته؛ ولأن أول الآية وآخرها فيهنّْ، ولو سلم فإنما يثبت ذلك في حق علي وفاطمة والحسنين $؛ لأن الخطاب إنما وجه إليهم، فلا يتم ما أردتم، ولو سلم فالرجس هو ما فحش من المعاصي، ولو سلم فلا نسلم تناوله للخطأ المعفو عنه، ولو سلم فإنما يقتضي حجية إجماعهم من لدن نزولها إلى انقطاع التكليف، ولو سلم فغايته الظهور، وحجية الإجماع أصل ظاهر، فلا يثبت بالظاهر.
(١) أي كثيرة. تمت من هامش المخطوطة [أ].