[قول الصحابي حجة أم لا]
  الصحابة وسائر أهل عصره (ولم يعرف له) منهم (مخالف، قيل إجماع) قطعي.
  (وقيل:) بل (حجة) تثمر الظن فقط، (وقيل: لا أيهما).
  وأنت تعلم أن مثل هذا التذنيب عقيب تصدير ما تنطوي عليه معيب.
[قول الصحابي حجة أم لا]
  (مسألة:) قال ابن الحاجب وغيره لا نزاع في أن مذهب الصحابي ليس حجة على صحابي آخر. انتهى.
  فأما على غير الصحابي، فقد اختلف فيه.
  فذهب الأ (كثر و) هو المختار إلى أن (قول الصحابي ليس بحجة) تلزم المجتهد الرجوع إليها، بل الصحابي كغيره، (أبو علي أبو عبدالله البصري) وهو أحد قولي (الشافعي) وبه قال (محمد(١) بل) هو (حجة) مقدمة على القياس.
  (و) قال أبو علي وأبو عبدالله إن (تعارض أقوالهم كتعارض الحجج)، وقد عرفت الحكم عند التعارض غير مرة.
  قيل: ومن قال بقولهما لا يخالف في ذلك.
  وقيل: الحجة قول أمير المؤمنين، وقد تقدم ذلك.
  وقيل: الحجة قول أبي بكر وعمر.
  (لنا: لا دليل) على كونه حجة بالأصل، فوجب تركه؛ لأن إثبات الحكم الشرعي من غير دليل لا يجوز، وأيضا فهم (كغيرهم من العلماء)، فلو كان مذهب الواحد منهم حجة لكان قول الأفضل الأعلم حجة على غيره، وهو باطل بالإجماع.
(١) محمد بن الحسن بن قرقد. من موالي بني شيبان توقي سنة ١٨٩ هـ. تمت.