[المجاز لغة واصطلاحا]
  قلنا: قصد التجوز في ذلك معلوم، وأن استحقاق البليد للحمار ليس كاستحقاق البهيمة له ولذا لم يسبق عند إطلاق الحمار إلا البهيمة.
  قالوا: لو كان واقعا للزم الإخلال بالتفاهم إذ قد تخفى القرينة.
  قلنا: إنه لا يوجب امتناعه، غايته أنه استبعاد، وهو لا يعتبر مع القطع بالوقوع.
  (فرع:) (و) هو أيضا واقع (في القرآن، خلافًا للحشوية(١)) والظاهرية(٢).
  (لنا: لا مانع) من وقوعه (عقلًا)؛ أما من جهة القدرة فذلك (لإمكانه) فإن المجاز نوع من الكلام والله تعالى قادر على جميع أفنانه، لأنه قادر لذاته.
(١) الحشوية: قال الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: وأما الحشوية النابتة، هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأنهم أصحاب الحديث، وأنهم أهل السنة والجماعة، فهم بمعزل عن ذلك. إلى قوله: إلا أنهم مجمعون على الجبر والتشبيه، ويدعون أن أكثر السلف منهم، وهم بَراء من ذلك، وينكرون الخوض في الكلام والجدل، ويعوّلون على التقليد، وظواهر الروايات. وقال #: إن الحشوية يروون في كتبهم الحديث وضده. وأقوالهم المنهارة: إن سنّتهم هي السنة، لقول إمامهم معاوية: حتى إذا قُطع قيل: قُطِعَت السنة. قال #: وأكبر دليل على ماقلناه، لذوي العقول السليمة، تشدد المتسمين بالسنة والجماعة، على محبة معاوية وولده، وتحاملهم على علي بتقديم غيره عليه. قال #: وإن الإمامة تنعقد عندهم بالقهر والغلبة، وإنه تجوز إمامة الفاسق والجاهل، إذا كان من قريش، وقهر وغلب، وإن معاوية كان مجتهداً، وإنه لا يجوز سبه؛ وعندهم أن الحق ما وافق مذاهبهم، وأصول شيوخهم، والباطلَ عندهم ما خالف مذاهبهم، وأهل الحق عندهم من كان ماشياً في سبيل باطلهم، وأهل الباطل عندهم من مشى في سبيل التوحيد لله، والتعديل له، والتبري من أعداء اللَّه. قال: وأما تسميتهم بالجماعة فإنه لما اضطر الحسن بن علي @ إلى صلح معاوية، وسلم وتمّ الأمر له، سموا العام عام الجماعة. إلى قوله #: فقالوا: إنهم أهل السنة والجماعة. وقال #: وذلك قاعدة دينهم، وعنوان يقينهم، لا يكون السني سنياً على الحقيقة، ما لم يكن منقطع القرين في حب معاوية، وآل معاوية، سمج الحال في علي وآل علي. انتهى المراد. (تمت من لوامع الأنوار /١/ ص ٢٧٠ - ٢٧١ لوالدنا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي |).
(*) الحشوية لا مذهب لهم منفرد، وأَجمعوا على الجبر والتشْبيه وَجَسَّمُوا أَوْ صوروا، وَقَالُوا بالأعضاء وقدم ما بين الدفتين من القُرْآن. (تمت من مقدمة البحر الزخار. ص ٤٢ - ٤٣).
(٢) الظاهرية: نسبة إلى داوود الظاهري، ويكنى أبا سليمان. وداوود إمام حافظ، فقيه مجتهد وهو إمام أهل الظاهر تفقه على يد أبي إسحاق بن راهويه، وأخذ عن أبي ثور. (تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٢١٦).