القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[الحقيقة العرفية:]

صفحة 48 - الجزء 1

  قالوا قال تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا ...}⁣[التغابن: ٩]، وحق العطف المغايره.

  قلنا: لا يمتنع أن يراد بالإيمان هنا التصديق بقرينة العطف، ولتوسيع الدائرة في هذه المسألة موضع أخر.

  (مسألة: وقد تكون الحقيقة مشتركة بين) معنيين، أو (معانً مختلفة خلافًا لثعلب والأبهري، والبلخي⁣(⁣١) مطلقًا)، فزعموا أن ليس في الألفاظ ما وضع لمعنيين فصاعدا لا في اللغة ولا في القرآن ولا في الحديث.

  (و) خلافاً (لقوم في القرآن) فنفوا وقوع المشترك فيه وأثبتوه في اللغة.

  (وقيل) بل يمتنع وقوعه في القرآن (وفي الحديث) الوارد عنه ÷.

  وقيل: بل وضع اللفظ المشترك (واجب الوقوع) لغة.

  (وقيل:) بل وقوعه (ممتنع) بمعنى أنه يستحيل أن يوضع لفظ واحد لمعنيين مختلفين ولا يدخل في المقدور، وقد تقدم تقرير شبهتهم وجوابها في إمكان الحقيقة الشرعية.

  (ابن الخطيب)⁣(⁣٢) بل إنما يمتنع (بين النقيضين فقط)، لا إذا كان المعنيان غير نقيضين، قال في المحصول لا يجوز أن يكون اللفظ مشتركاً بين عدم الشيء وثبوته؛ لأن اللفظ لا بد أن يكون بحال متى أطلق أفاد شيئا، وإلا كان عبثا، والمشترك بين


(١) البلخي: أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن محمود البلخي. المعروف بالكعبي. ذكره ابن المرتضى في كتابه طبقات المعتزلة بإعجاب. ومثله فعل قاضي القضاة عبدالجبار. وتوفي (٣٠٩ هـ/٩٢١ م). (تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٢٢٢).

(٢) ابن الخطيب: هو أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين الرازي المولد الأشعري، الأصولي، الشافعي الفروع، المعروف بالإمام فخرالدين الرازي، والملقب ابن الخطيب، صاحب التفسير الكبير، والمحصول في أصول الفقه توفي عام (٦٠٦ هـ/١٢٠٩ م). (تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٢٢٣).