[تعريف الاجتهاد]
باب الاجتهاد والاستفتاء والتقليد
  وينبغي أن يتكلم في تعريف كل منهما وما يتفرع عنهما، من مفهوم المجتهد، والمجتهد فيه، وصفة المفتي، والمستفتي، والمستفتى فيه، واتخذنا باباً واحدا للتقليد والاجتهاد لتقابلهما وذلك يقتضي الإتحاد وعدم الإبعاد لكل منها عن الآخر والإفراد.
[تعريف الاجتهاد]
  مسألة: (الاجتهاد) في اللغة:(١) تحمل الجهد وهو المشقة في أمر، يقال: اجتهد في حمل حجر البزارة(٢)، ولا يقال: اجتهد في حمل الباذنجة.
  وله في الاصطلاح معنيان: (أعم وأخص فالأعم) هو (بذل الجهد في معرفة الأحكام بالنص الخفي(٣)) الدلالة، ويمكن أن يعترض بوجوه:
  منها: أنه تعريف الشيء بنفسه لذكر الجهد في حد الاجتهاد فيلزم الدور.
  ومنها: أنه يدخل اجتهاد المقصر حيث بذل جهده ولم يستفرغ الوسع ببذل تمام الطاقة بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد عليه، وهو لا يعد في الاصطلاح اجتهادا معتبرا.
  ومنها: أنها تدخل العقليات إذ لم تقيد الأحكام بالشرعية وليست مرادة فإنها بمعزل عن مقصودنا فلا يكون مانعا.
(١) الاجتهاد: فهو في اللغة: استفراغ الوسع في تحصيل الشيء. ولا يستعمل إلا فيما فيه كلفة ومشقة. يقال: اجتهد في حمل الصخرة، ولا يقال: اجتهد في حمل النواة. وهو: مأخوذ من الجُهد - بضم الجيم، وفتحها - وهو: الطاقة. (تمت الكاشف لذوي العقول ص ٤٠٦).
(٢) وهو حجر عظم للعصارين، به يستخرج دهن البرز. تمت من هامش المخطوطة [ب].
(٣) ذكر معنى ذلك قاضي القضاة في شرح العمد حيث قال: هو بذل المجهود في تعرف الحكم من جهة الاستدلال بالنصوص لا بضاهرها. (تمت منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٧٦١).