مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الأصل الثاني: أن لله تعالى على عباده حججا]

صفحة 100 - الجزء 1

  «سَيُكْذَبُ عَلَيَّ كَمَا كُذِبَ عَلَى الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، فَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي فَأعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَهْوَ مِنِّي وَأَنَا قُلْتُهُ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَلَيْسَ مِنِّي وَلم أَقُلْهُ».

  وروى الإِمامُ الناصرُ أبو الفتح الدَّيْلَمِيُّ في كتابه (البرهان في تفسير القرآن) عن رسول اللَّه ÷ أنه قال: «سَيَكْثُرُ عَلَيَّ الكَذَّابَةُ، فَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي فَأعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ø فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوهُ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَرُدُّوهُ».

  وأخرج الطبرانيُّ في (الكبير)⁣(⁣١) عن ثوبانَ عنِ النبيِّ ÷ أنه قال: «اعْرِضُوا حَدِيثِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَمَا وَافَقَهُ فَهْوَ مِنِّي وَأَنَا قُلْتُهُ».

  وذكره الأسيوطي في (الجامع الصغير)⁣(⁣٢).

  وروى [الطبرانيُّ] أيضًا في (الكبير)⁣(⁣٣) عن عبداللَّه بنِ عُمَرَ عن النبيِّ ÷ أنه قال: «سُئِلَت اليَهُودُ عَنْ مُوسَى فَأَكْثَرُوا فِيهِ وَزَادُوا وَنَقَّصُوا حَتَّى كَفَرُوا، وَسُئِلَت النَّصَارَى عَنْ عِيسَى فَأَكْثَرُوا فِيهِ وَزَادُوا وَنَقَّصُوا حَتَّى كَفَرُوا، وَسَتَفْشو عَنِّي أَحَادِيثُ فَمَا أَتَاكُمْ مِنْ حَدِيثِي فَاقْرَؤُوا كِتَابَ اللَّهِ وَاعْتَبِرُوهُ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ، وَمَا لم يُوَافِقْ كِتَابَ اللَّهِ فَلَمْ أَقُلْهُ».

  وذكر قاضي القضاة⁣(⁣٤) ما لفظه: وقد روي عن النبي ÷: «سَيَأْتِيكُمْ عَنِّي حَدِيثٌ مُخْتَلِفٌ فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي فَهْوَ مِنِّي، وَمَا كَانَ مُخَالِفًا لِذَلِكَ فَلَيْسَ مِنِّي».

  وقد استوفى الكلامَ في هذا البحثِ الإمامُ المجدِّدُ للدين أميرُ المؤمنين المنصورُ


(١) (المعجم الكبير) للطبراني (٢/ ٩٧)، رقم (١٤٢٩).

(٢) (المعجم الصغير) للسيوطي (١/ ٧٤)، رقم (١١٥١).

(٣) (المعجم الكبير) للطبراني (١٢/ ٣١٦)، برقم (١٣٢٢٤).

(٤) عبد الجبار بن أحمد في كتابه (طبقات المعتزلة) (ص/١٩٣)، ط: (الدار التونسية).