مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[ديباجة الكتاب]

صفحة 112 - الجزء 1

[ديباجة الكتاب]

  

  وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم.

  الْحَمْدُ لِلَّهِ القَائِلِ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٢٥}⁣[النحل]، الْمُقَدَّسِ عَنِ الأَشْبَاهِ والنَّظَائِر، الْمُنَزَّهِ عَنْ أَنْ تُحِيطَ بِهِ القُلُوبُ وَالضَّمَائِر، أَحْمَدُهُ ø، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً مُدَّخَرَةً إِلَى يَوْمِ تُبْلَى السَّرَائِرُ، خَالِصَةً عَمَّا يَشُوبُهَا مِنَ الرَّذَائِل، مُطَهَّرةً عَنْ دَنَسِ الإِشْرَاكِ وَمُوبِقَاتِ الدَّغَائِل، صَادِعَةً بِالْحَقِّ عَلَى رَغْمِ كُلِّ جَاحِدٍ وَغَافِل.

  وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، الدَّاعِي إِلَى سَبِيلِه، الوَاقِفُ عِنْدَ قِيلِه، الْمُبَلِّغُ لِدِينِهِ فِي وَحْيِهِ وَتَنْزِيلِه، الَّذِي مِنْهُ فِي الذِّكْرِ الْمَكْنُون: {يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَلۡبِسُونَ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٧١}⁣[آل عمران]، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ قُرَنَاءِ الذِّكْرِ الْمُبِين، سَفِينَةِ النَّجَاةِ لِلْمُتَمَسِّكِينَ، وَنُجومِ الهُدَى، وَرُجُومِ الْعِدَى⁣(⁣١)، وَأَمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدَى، النَّافِينَ عَنِ الدِّينِ: تَحْرِيفَ الغَالِين، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِين، وَتَأْوِيلَ الجَاهِلِين.

[سبب التأليف]

  وَبَعْدُ: فَإِنَّهَا وَصَلَتْ إِلَيْنَا الرِّسَالَةُ الْمُتَضَمِّنَةُ للتَّضْلِيلِ والتَّبْدِيعِ والتَّكْفِيرِ للفِرْقَةِ النَّاجِيَة، والعِصَابَةِ الهَادِيَة مِنْ أَهْلِ البَيتِ الْمُطَهَّرِينَ عَنِ الأَرْجَاس، الْمُفَضَّلِينَ عَلَى كَافَّةِ النَّاس، وَأَشْيَاعِهِم الرَّاكِبِينَ سَفِينَتَهُم، الْمُتَمَسِّكِينَ بِهَدْيِهِمْ.

  الدَّالَّةُ عَلَى إقْدَامِ مُنْشِيهَا عَلَى ذَلِكَ بِغَيْرِ بُرْهَانٍ سَاطِع، وَلَا سُلْطَانٍ قَاطِع،


(١) «عِدىً - بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ - قَالُوا: وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي النُّعُوتِ؛ لِأَنَّ بَابَ فِعَلٍ وِزَانُ عِنَبٍ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ، وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ فِي الصِّفَاتِ إلَّا قَوْمٌ عِدىً، وَضَمُّ الْعَيْنِ لُغَةٌ، وَمِثْلُهُ سِوىً وَسُوىً وَطُوىً وَطِوىً، وَتَثْبُتُ الْهَاءُ مَعَ الضَّمِّ فَيُقَالُ: عُدَاةٌ». تمت من (المصباح).