[بحث في أدلة التوسل من رواية القوم]
[٢/حديث استسقاء الصحابة بالعباس بن عبد المطلب ¥]
  وَمَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ(١) أَنَّ الصَّحَابَةَ اسْتَسْقَوا بِالْعَبَّاسِ ¥ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ÷، وَقَالَ عُمَرُ: «اللهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّئنَا ...» الْخَبَرَ.
  وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ(٢).
  وَإِذَا ثَبَتَ شَرْعِيَتُهُ لَمْ يَقْبُحْ، وَلَمْ يَكُنْ مَعْصِيَةً وَلَا شِرْكًا، وَسَوَاءٌ كَانَ بِحَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ؛ إِذ الْمُقْتَضِي وَاحِدٌ، وَحُرْمَةُ الْمَيِّتِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى بَاقِيَةٌ ثَابِتَةٌ لَمْ يَرِدْ مَا يَقْطَعُهَا قَطْعًا.
  وَإِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ: التَّوَسُّلَ بِمَا لَهُ مِنَ الْحُرْمَةِ وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَالْحَيُّ وَالْمَيِّتُ سَوَاء، لَا فَارِقَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ عَقْلًا وسَمْعًا.
  وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ: طَلَبَ النَّفْعِ وَالضُّرِّ، وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَهْوَ قَبِيح، وَاللَّهُ تَعَالَى لَهُ غَيْرُ مُبِيح، سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْحَيُّ وَالْمَيِّتُ عَقْلاً وَشَرْعًا؛ {إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ ١٣}[لقمان].
[٣/حديث توسل آدم # بنبي الله ÷]
  وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي (مَجْمَعِ الفَوَائِدِ)(٣) مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الجزءِ الثَّانِي) مِنَ (الفَتَاوَى) (ص/١٥٠) (الطَّبْعَة الأُولى - سَنَةَ ١٣٨١ هـ)(٤): «وَرَوَى
(١) صحيح البخاري، برقمي (١٠١٠)، و (٣٧١٠)، ط: (المكتبة العصرية).
(٢) منها ما رواه ابن أبي شيبة في (المصنف) برقم (٣٢٦٦٥) بإسناده عن مَالِكِ الدَّارِ، - وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ -، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ ÷، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، إلخ القصة.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) (٢/ ٦٢٩): «بإسناد صحيح».
ورواها البيهقي في (دلائل النبوة) (٧/ ٤٧). قال ابن كثير في (البداية والنهاية) (١٠/ ٧٣ - ٧٤) ط: (هجر) بعد أن خرَّجها من طريق البيهقي: «وهذا إسناد صحيح».
ورواها الخليلي في (الإرشاد) (١/ ٣١٣ - ٣١٤)، وأفاد: أنَّ مالك الدار مولى عمر بن الخطاب، تابعي قديم متفق عليه، أثنى عليه التابعون، ورواها أيضًا ابن عبد البر في (الاستيعاب) (٣/ ١١٤٩).
(٣) في (القسم الثاني).
(٤) وهو في (٢/ ٩٥)، من الطبعة الثالثة (١٤٢٦ هـ)، ط: (دار الوفاء).