الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل
  فَقَتَلُوهُم وَشَرَّدُوهُم، فَبَعْضٌ شُرِّدَ إِلَى الْجِيلِ وَالدَّيْلَمِ، وَبَعْضٌ إِلَى اليَمَنِ، وَكَأَنَّهُ لِقَوْلِهِ ÷: «إِذَا حَلَّت الفِتْنَةُ بِأَرْضِ الشَّامِ فَعَلَيْكُمْ بِأَرْضِ اليَمَنِ»(١)، فَوَجَدَتِ الْعِتْرَةُ شِيعَةً نَصَرُوهُمْ، وَقَامُوا بِحَقِّهِمْ مِنَ الإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ لأَحْيَائِهِم وَأَمْوَاتِهِم، وَلَا زَالَ السَّلَاطِينُ يُحَارِبُونَهُم، وَيُبَالِغُونَ فِي قَصْدِ إِطْفَاءِ أَنْوَارِهِمْ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ.
  وَتَقَرَّبَ فُقَهَاءُ السُّوءِ الْمُؤْثِرُونَ لِلْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ بِوَضْعِ أَحَادِيثَ مُطَابِقَةً لِأَغْرَاضِ السَّلَاطِين؛ تَقَرُّبًا إِلَيْهِمْ، وَطَمَعًا فِيمَا لَدَيْهِمْ، وَبَعْضُهُمْ شَقَاوَةً بِمَا كَسَبَت أَيْدِيهِمْ، وَلِخُبْثِ الْمِيلَادِ، حَتَّى قَرَّرُوا لَهُمْ وَبَيْنَ العَامَّةِ مِنْ أَنَّ أَئِمَّةَ الْعِتْرَةِ - لَمَّا جَاهَدُوهُم - خَوَارِجُ، وَتَارَةً يَعُدُّونَهُمْ وَشِيعَتَهُمْ رَوَافِضَ، حَتَّى تَجَاوَزَ بِهِم الْحَدُّ إِلَى عَدِّ مَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنْ شِيعَتِهِمْ مِنَ الإِجْلَالِ شِرْكًا: مِنْ زِيَارَتِهِمْ، وَالاِنْحِنَاءِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِمْ، وَيَعُدُّونَ الْجَهْرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ بِدْعَةً، وَلَكِنَّ الْمَوْعِدَ القِيَامَةُ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ، وَالسَّلَامُ خِتَامٌ.
  بِتَارِيخِهِ: (شوال سنة ١٣٦٩ هـ). وَكَتَبَ الْحَقِيرُ: حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ - وَفَّقَهُ اللَّهُ -.
  تَمَّ نَقْلًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
  نساخته - يوم الأربعاء (٢٧ - رجب - ١٣٧٠ هـ) بِقَلَمِ الْمُفْتَقِرِ إِلَى عَفْوِ الْمَلِكِ الْمَنَّان: عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى شَيْبَان.
= له - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ¥، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ ÷ فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا يُعْرَفُ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ، فَمَا سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرَنَا بِهِ، وَلَا سَكَتْنَا إِلَّا ابْتَدَأَنَا، حَتَّى مَرَّتْ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فِيهِمُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَلَمَّا رَأَىهُمُ الْتَزَمَهُمْ وَانْهَمَلَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَقَالَ: «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّهُ سَيَلْقَى أَهْلُ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي تَطْرِيدًا وَتَشْرِيدًا فِي الْبِلَادِ». ورواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنَّف) (٢١/ ٣٣٦)، برقم (٣٨٨٨٢)، وابنُ ماجه في (السُّنَن) برقم (٤٠٨٢).
(١) انظر: (نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون) للسيد محمد بن علي الأهدل (ص/٦٨)، ط: (الدار اليمنية).