مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الرد على دعوى أن أهل البيت يخصصون آية الوعيد بآية المشيئة، والرد عليها لبعض العلماء الأعلام]

صفحة 173 - الجزء 1

  (مختصر الطبقات) حيث قال: «الإمام المهدي لدين اللَّه علي بن محمد، نَشَأَ عَلَى طريقة آبائه الأعلام في العلم والعمل والاجتهاد ...»، إلى قوله:

  «كان عَلَى طريقة آبائه الأَعلام في السعي في أسباب الكمال والتمام، حتى بَرَّزَ في كلِّ فنٍّ من الفنونِ وعلومِ الإسلام، وصارت تُشَدُّ عَلَى عُقْوَتِهِ الأَكْوَار، لاقتباس الفَتَاوَى وتنفيذ الأحكام من المغرب والمشرق والشام واليمن ...»، إلى قوله:

  «يُرَى أَنَّه أَزَالَ سَبع عشرة دولةً ظالمة».

  وكم نَعُدُّ من هذا القَبيل، وحسبنا اللَّهُ ونِعْمَ الوكيل.

[الرد على دعوى أنَّ أهل البيت يُخَصِّصون آية الوعيد بآية المشيئة، والرد عليها لبعض العلماء الأعلام]

  ومما نُقِلَ عن هذا الشيخ في حواشي شرح الغاية المطبوعة⁣(⁣١) أَنَّ قدماء أهل البيت يخصصون آية الوعيد بقوله ø: {وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ}⁣[النساء: ٤٨/ ١١٦]، فنقول:

  سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، من أين علمتَ هذا أيها الفقيه عنهم، وهذه كتبُهُم شاهدةٌ ناطقة، ومقالاتُهُم المعلومةُ عند كافة الأمة بلزوم الوعيد عَلَى جميع العصاة إلَّا التائبين متطابقة.

  ولو كنتَ أيها الفقيه ممن يَعْقِلُ لعلمتَ أَنَّهُم لا يَرُدُّون الصريحَ المبيَّنَ إلى الْمُجْمَل المحتَمَل، ولكان في بطلان أَمثال هذه الأَقاويل ما يَزَعُكَ⁣(⁣٢) عن نسبته إلى حُمَاة التنزيل، وَوُعَاةِ التأويل.

  *وَلَكِنَّهَا الأَهْوَاءُ عَمَّتْ فَأَعْمَتِ*⁣(⁣٣)


(١) وهو قوله في (الجزء الثاني/ص ٤٢٩): «بل كثير من أصحابنا من يخصص آيات الوعيد بالمشيئة، وهم قدماء الآل وبعض متأخريهم».

(٢) أي يمنعك.

(٣) عَجْزُ بيتٍ، صَدْرُه: وَنَهْجُ سَبِيْلي وَاضِحٌ لِمَنِ اهْتَدَى. وهو لابن الفارض. انظر ديوانه (ص/٣٢)، ط: (دار المعرفة - بيروت).