مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة

صفحة 180 - الجزء 1

  ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣٩ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١}⁣[النازعات]، وهذا عامٌّ في كلِّ مَن طَغَى، فمن حَرَّفَه فقد بَغَى.

  وأَمَّا إنكارُ الوعيدِ بالجملة عَلَى أهل الصلاة والقبلة فهو رَدٌّ لصريح الكتاب، وإنكارٌ لِمَا عُلِمَ من الدين ضرورةً بلا شَكٍّ ولا ارتياب، {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ}⁣[الأنعام: ٢١].

  وماذا يصنعون بالآيات الخاصَّاتِ والعامَّات الْمُصَدَّرَات بـ {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ}، نحو آيةِ الربا⁣(⁣١)، وآيةِ الفرار من الزحف⁣(⁣٢)، وآيةِ المواريث⁣(⁣٣)، والآيةِ القاطعةِ لأَمَاني المتمنين، النازلةِ في شأنِ الكافرين والمسلمين، وهي: {لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ}⁣[النساء: ١٢٣].

  ومن بَلَغَتْ مُبَاهَتَتُهُ إلى هذا الحال، لا يُجَاب عليه إلَّا بما قال ذو الجلال والإكرام: {وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٧ يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ ٨}⁣[الجاثية]، {تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ ٦}⁣[الجاثية].

  وقد دَخَلَ الجواب عن قولهم: إِنَّ (لَا إلهَ إِلَّا الله) كافٍ، وإنَّ الإيمانَ قولٌ بلا عَمَلٍ فيما سَلَفَ، وفيما سيأتي إن شاء اللَّهُ تعالى، وكذلك القَطْعُ بِعدَمِ دخولِهِم النارَ، أو دخولِهِم وخروجِهِم، والتردد في ذلك.

  وأَمَّا الشَّفَاعَةُ فإنَّ اللَّه جَلَّ وعَلا يقول: {مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا


(١) وهي قوله تعالى: {وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٢٧٥}⁣[البقرة].

(٢) وهي قوله تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ١٦}⁣[الأنفال].

(٣) فإنَّه بعد أنْ ذَكَرَ أحكامَ المواريث قال: {تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٣ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ١٤}⁣[النساء].