مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 18 - الجزء 1

  ويدعو إليه أَمام الخاصِّ والعام، أَمَام الكبير والصغير، لا يُبالي بقعقعة، ولا يُدَاهِن أَحَدًا في سبيل إظهار الحقِّ.

  مؤلِّفٌ له همَّةٌ عالية، ونفس شريفة كبيرة، تتوقل في مَعَارِجِ الشَّرَف⁣(⁣١)، وتَتَسَوَّرُ شُرُفَاتِ العِزِّ⁣(⁣٢).

  مؤلِّفٌ يدعو إلى الاجتهاد والبحث والنَّظَر، وينهى عن التقليد المذموم، ويحذر منه، ويدعو إلى الاعتصام بالكتاب الكريم، والسُّنَّة الشريفة الجامعة، والعمل بما فيهما، وما دَلَّتَا عليه، وما أَشَارَتَا إليه.

  مؤلِّفٌ يرغب - بحمد الله تعالى وفضله - في البحث والمذاكرة، ويدعو للمراجعة والمناظرة، السَّالكة مَنهج أهلِ العِلْم في السؤال والاسترشاد، وطلبِ الحقّ، مع استعمال آداب البحث المعهودة بين السَّلَف والخلف.

  مؤلِّفٌ أَنفقَ أوقاته على بَثِّ العلوم، واستنْزف⁣(⁣٣) أيامه في نشر منطوقها والمفهوم، في السهول والجبال، في الحلِّ والترحال، في البكور والآصال، في التنقل عَلَى السيارة من بلدة إلى بلدة، في حال المرض والصحة، في حال الأَمْنِ والخَوف، لا يَكاد يعرف عطلةً عن العلم، ولا يكاد يَفْتُرُ عن القراءة والمطالعة، ولا ينفك عن البحثِ والمراجعة، والتدريس والمذاكرة، أصبح العلمُ ونشره شغلَهُ الشَّاغل، ونهمته الكبرى، وغذاءَهُ الروحي.

  كل هذه تجعل مما يكتبه مؤلِّفٌ بهذه الخصال الكريمة، والخصائص العظيمة لجدير بقراءة ما يؤلفه ومطالعته، والاهتمام البالغ بذلك، والاعتناء الكبير بما هنالك.


(١) جمع مَعْرَجٍ وهو المصعد.

(٢) يتسور: يعلو، والشُّرُفَات - جمع شُرْفَةٍ - وهي أعلى الشيء.

(٣) أي استفرغ.