مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الإمام الأعظم زيد بن علي @]

صفحة 204 - الجزء 1

[الإمام الأعظم زيد بن علي @]

  أَمَّا قَوْلُهُ: «إِنَّ الإِمَامَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ # مِنْهَاجُهُ قَوِيٌّ وحُجَجُه».

  فَنَقُولُ: أَمَّا الإِمَامُ الأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $ فَفَضْلُهُ وَعِلْمُهُ وَجِهَادُهُ وَاجْتِهَادُهُ مَعْلُومٌ لِلأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، لَا تَنَاكرَ فِي ذَلِكَ.

  وَأَعْظَمُ مَنْ جَدَّ وَاجْتَهَدَ فِي نَشْرِ مَذْهَبِهِ، وَانْتَسَبَ إِلَيْهِ، وَأَظْهَرَ الزَّيْدِيَّةَ، وَسَلَكَ مِنْهَاجَهُ إِمَامُ اليَمَنِ الْمَيْمُونِ: الهَادِي إِلَى الحَقِّ يَحْيَى بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ القَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ $، وَكِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ.

[الجواب على دعوى المخالفة للإمام زيد، وللرسول ÷]

  وَأَمَّا قَوْلُهُ: «إِنَّنَا مُخَالِفُونَ للإِمَامِ زَيْدٍ، وَمُخَالِفُونَ للرَّسُولِ ÷».

  فَأمَّا الْمُخَالَفَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ ÷، فَنَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللهمَّ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، كَيْفَ وَإِنَّمَا يَطْلُبُ كُلُّ مُسْلِمٍ صَحِيحِ الإِسْلَامِ مَا يَصِحُّ لَهُ عَن الرَّسُولِ ÷.

  وَلَا تَجُوزُ نِسْبَةُ الْمُخَالَفَةِ الْمُتَعَمَّدَةِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الدِّينِ فِي مَسائِلِ الخِلَافِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ.

  وَلَمْ يَسْبِقْ لِأَحَدٍ مِنْهُم إِطْلَاقُ الخِلَافِ عَمْدًا لِرَسُولِ اللَّهِ ÷؛ لِمُجَرَّدِ الخِلَافِ فِي الْمَسَائِلِ الفَرْعِيَّةِ الاجْتِهَادِيَّةِ.

  فَطَرِيقَتُهُ هَذِهِ مُخَالِفَةٌ لِمَا عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الإِسْلَامِ الْمُعْتَدُّ بِهِمْ.

  وَقَد اسْتَوْفَيْنَا الكَلَامَ عَلَى مَسْأَلَةِ الرَّفْعِ وَالضَّمِّ وَالْجَهْرِ بِـ ()، وَالتَّأْذِينِ بـ (حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَل) وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْمُهِمَّةِ فِي رِسَالَتِنَا الْمُسَمَّاةِ بِـ (الْمَنْهَجِ الأَقْوَمِ).

  وَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ مِنْهُ بِنُسْخَةٍ، اطَّلِعُوا عَلَيْهَا وَتَأَمَّلُوهَا.