الدليل القاطع المانع للتنازع
  الجَاهِلِ، وَإِرشَادَ الضَّالِ، وَدُعَاءَ العِبَادِ إِلَى مُحَارَبَةِ الإِلْحَادِ، وَإِزَالَةَ مَا عَمَّ مِنَ الفَسَاد.
  وَعِنْدَ أَنْ وَصَلَتْنَا رِسَالَتُكَ وَالسُّؤَالُ الَّذِي وَجَّهَهُ إِلَيْنَا بَعْضُهُم الْمُجَانِبُ لِطَرِيقِ أَهْلِ العِلْمِ وَالاِسْتِرْشَادِ عَجِبْنَا غَايَةَ العَجَبِ، وَخَابَ الأَمَلُ، حَيْثُ انْعَكَسَ العَمَلُ، فَانْقَلَبَ ذَلِكَ الإِرْشَادُ إِلَى الاِسْتِنْكَارِ، وَالأَخْذِ وَالرَّدِّ فِي مَسَائِلِ الاِجْتِهَادِ، الَّتِي قَد اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الإِسْلَامِ قَاطِبَةً عَلَى عَدَمِ النَّكِيرِ فِيهَا.
  وَلَا يُثِيرُ الاِسْتِنْكَارَ حَوْلَهَا إِلَّا مَنْ يَسْعَى لِبَذْرِ الفُرْقَةِ بَيْنِ الأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ.
  فأَمَلُنَا فِيكُمْ وَمَن اطَّلَعَ عَلَى رِسَالَتِنَا هَذِهِ مِنَ الْمَشَائِخِ وَالأَعْيَانِ وَالأَفْرَادِ أَنْ يَثْبُتُوا وَلَا يَنْخَدِعُوا، وَلَا يَغْتَّرُوا بِزَخَارِفِ الأَقْوَالِ الْمُجَانِبَةِ لِمَنْهَجِ العِلْمِ وَأَهْلِهِ، فَفِي الخَبَرِ النَّبَوِيِّ عَلَى صَاحِبِهِ وَآلِهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ: «مَنْ أَخَذَ دِينَهُ عَنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَقَلَّدَهُمْ فِيهِ ذَهَبَتْ بِهِ الرِّجَالُ مِنْ يَمِينٍ إلى شِمَالٍ، وَكَانَ مِنْ دِينِ اللَّهِ عَلَى أَعْظَمِ زَوَالٍ»(١).
  وللهِ القَائِلُ - وَهْوَ الإِمَامُ الوَاثِقُ باللَّهِ الْمُطَهَّرُ بْنُ الإِمَامِ الْمَهْدِيِّ لِدِينِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الإِمَامِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ الْمُطَهَّرِ بْنِ يَحْيَى $:
  لَا يَسْتَزِلّكَ أَقْوَامٌ بِأَقْوَالِ ... مُلَفَّقَاتٍ حَرِيَّاتٍ بِإِبْطَالِ
  لَا تَرْتَضِي غَيْرَ آلِ المصْطَفَى وَزَرًا ... فَالآلُ حَقٌّ وَغَيْرُ الآلِ كَالآلِ(٢)
  فَآيَةُ الوُدِّ وَالتَّطْهِيرِ أُنْزِلَتَا ... فِيهِمْ كَمَا قَدْ رَوَوا مِنْ غَيْرِ إِشْكَالِ
  وَهَلْ أَتَى قَدْ أَتْى فِيهِمْ فَمَا لَهُمُ ... مِنَ الخَلَائِقِ مِنْ نِدٍّ وَأَشْكَالِ
  وَهُمْ سَفِينَةُ نُوحٍ كُلُّ مَنْ حَمَلَتْ ... أَنْجَتْهُ مِنْ أَزْلِ أَهْوَاءٍ وَأَهْوَالِ
  وَالْمُصْطَفَى قَالَ إِنَّ الْعِلْمَ فِي عَقِبِي ... فَاطْلُبْهُ ثَمَّ، وَخَلِّ النَّاصِبَ القَالِي
  هَذَا وَإِلَيْكَ الجَوَابَ عَلَى مَا ذَكَرْتَ أَنَّهُ أَوْرَدَ عَلَيْكَ.
(١) رواه الإمام أبو طالب # في (الأمالي) (ص/٢١٥ - ٢١٦) رقم (١٦٤).
(٢) أي السراب. تمت من المؤلف (ع).