[من كلام السيد ابن الأمير في إخبار أمير المؤمنين # بالمغيبات]
  مَثَلًا، أَوْ عِلْمِ الْفِقْهِ، أَوْ نَحْوِهِ مِمَّا يَكُونُ لَهُ فِيهِ مَلَكَةٌ زَائِدَةٌ.
  وَهْيِ عِبَارَةٌ مُتَدَاوَلَةٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ الْعَلَّامَةُ مُحَدِّثُ اليَمَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الوَزِيرُ فِي الإِمَامِ الهادِي إِلى الْحَقِّ ¤:
  مَنْ خُصَّ بِالْجَفْرِ مِنْ أَبْنَاءِ فَاطِمَةٍ ... وَذِي الْفَقَارِ وَمَنْ أَرْوَى ظَمَى الْفِقَرِ
  وَقَدْ ذَكَرَ عِلْمَ الْجَفْرِ كَثِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَصَحَّحُوا وُجُودَهُ.
[من كلام السيد ابن الأمير في إخبار أمير المؤمنين # بالمغَيَّبَات]
  قَالَ السَّيِّدُ الْعَلَّامَةُ الْبَدْرُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَمِيرُ فِي (شَرْحِ التُّحْفِة)(١) فِي سِيَاقِ إِخْبَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ # بِالْمُغَيَّبَاتِ مَا لَفْظُهُ:
  «وَمَعْلُومٌ أَنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا بِتَوْقِيفٍ»، حَتَّى قَالَ: «إِنَّ النَّفيَ فِي أَنَّه مَا خَصَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷ بِشَيءٍ عَائِدٌ إِلى أَخْبَارِ الأَحْكَامِ وَالشَّرَائِعِ؛ فَإِنَّهَا الَّتِي يُبَلِّغُهَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِلَى النَّاسِ عَلَى السَّوِيِّةِ، وَيَأْمُرُ أَنْ يُبَلِّغَهَا الشَّاهِدُ الغَائِبَ.
  فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي نَفَاهَا الْوَصِيُّ #، ... ،.
  وَأَمَّا الْمُغَيَّبَاتُ وَأَخْبَارُ الْمَلَاحِمِ فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يُخَصَّ بِشَيءٍ منِهَا دُونَ غَيْرِهِ؛ إِكْرَامًا مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَرَسُولِهِ ÷، وَلِمَا عَلِمَه اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن امْتِحَانِهِ بِقِتَالِ الثَّلَاثِ الْفِرَقِ(٢)، وَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِ حَالِهَا وَصِفَاتِهَا، ... ،.
  وَلَا غَرْوَ أَنْ يُخَصَّ بِذَلِكَ، وَقَدْ خَصَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَغَيْرَهُ بأَعْلَامٍ كَثِيرةٍ مِمَا عَلِمَ بِهِ؛ لَكِنْ لَمَّا خَصَّهَ(٣) اللَّهُ بِالأُذُنِ الوَاعِيَةِ لَمْ يَنْسَ شَيئًا مِمَّا سَمِعَهُ، ... (٤).
(١) شرح التحفة العلوية (ص/١١٨).
(٢) هم الناكثون، والقاسطون، والمارقون.
(٣) أي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #.
(٤) قال الحافظ السيوطي في (الدُّر المنثور) (١٤/ ٦٦٧)، ط: (هجر): «أَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذرِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَابْنُ مرْدَوَيْهِ عَن مَكْحُولٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ =