[أمثلة من عمومات القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يراد بها العموم الحقيقي]
[أمثلة من عمومات القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يراد بها العموم الحقيقي]
  وَقَدْ وَرَدَتْ عُمُومَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ÷، وَلَا يُرَادُ بِهَا الْعُمُومُ الْحَقِيقِيُّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ}[الأحقاف: ٢٥]، {وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ}[النمل: ٢٣]، وَ {خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ}[الأنعام: ١٠٢].
  وَقَدْ رُوِيَ فِي الصّحَاحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ خَطَبَ خُطْبَةً أَخْبَرَهُمْ فِيهَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ.
  قَالَ حُذَيْفَةُ ¥: «أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ÷ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ»، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ(١).
  وَقَالَ حُذَيْفَةُ أَيْضًا: «قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ مَقَامًا فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَة إِلاَّ حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ».
  أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ(٢)، وَمُسْلِمٌ(٣)، وَأَبو دَاودَ(٤).
  وَقَالَ عَمرو بْنُ أَخْطَبَ الأَنْصَارِيُّ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا»، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ(٥).
  وَهَذَا كَثِيرٌ لَا يَجْهَلُهُ أَحَدٌ مِنْ أُولِي الْعِلْمِ.
وَأَمَّا قَوْلُكَ: «وَهَلْ بَقِيَ مِنْهُ شَيءٌ؟»
  فَالجْوَابُ: الْعِلْمُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَأَمَّا مَا يَدَّعِيهِ الْمُنَجِّمُونَ وَالْكَهَنَةُ فَلَيْسِ مِنْهُ فِي
(١) صحيح مسلم برقم (٧٢٦٥)، ورقم (٧٢٦٦)، ط: (المكتبة العصرية).
(٢) البخاري برقم (٦٦٠٤)، ط: (العصرية)، ولفظه: (خَطَبَنَا النَّبِيُّ ÷ خُطْبَةً، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ).
(٣) مسلم برقم (٧٢٦٣)، ورقم (٧٢٦٤).
(٤) سنن أبي داود (٤/ ٩٤)، برقم (٤٢٤٠)
(٥) مسلم برقم (٧٢٦٧).