مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

فصل الخصام في مسألة الإحرام

صفحة 238 - الجزء 1

  وَقَوْلُهُ: «لِأَنَّ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ جِنَايَةٌ لَا تَسْقُطُ بِالجَهْلِ».

  يُقَالُ: هَذَا خِلَافُ كَلَامِ الإِمَامِ الهَادِي، وَالإِمَامِ النَّاصِرِ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَئِمَّةِ العِتْرَةِ، وَغَيْرِهِمْ.

  وَأَمَّا قَوْلُهُ: «وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَطَّلِعُوا عَلَى مَا ذَكَرَهُ فِي بَعْضِ حَوَاشِي الأَزْهَارِ ...» إِلَى آخِرِهِ.

  فَأَقُولُ: بَلْ قَد اطَّلَعْنَا عَلَى ذَلِكَ، وَذَكَرْنَاهُ فِي (كِتَابِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ)، وَلَكِنْ هَذَا مِنْ ذَاكَ، إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَصْدٌ لِلْحَجِّ أَوْ لِلْعُمْرَةِ، وَكَلَامُنَا فِي القَاصِدِ.

  ثُمَّ قَالَ: «وَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ»، إِلَى قَوْلِهِ: «إِنَّهُمْ أَفْرَطُوا فِي الدَّعْوَى حَتَّى ضَلَّلُوا غَيْرَهُمْ، وَقَالُوا بِبُطْلَانِ أَعْمَالِهِمْ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى تَعَصُّبٍ مَا كَانَ يَنْبَغِي القَوْلُ بِهِ ...» إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

  فَأَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللهمَّ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، فَلَمْ يَصْدُرْ مِنَّا تَضْلِيلٌ وَلَا إِبْطَالٌ، هَذَا إِنْ كَانَ قَصْدُهُ نِسْبَةَ هَذَا إِلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ قَصْدُهُ غَيْرَنَا، فَأَوَّلًا: كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْفَعَ اللّبْسَ بِأَنْ يَذْكُرَ أَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْنَا؛ لِأَنَّ الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى رِسَالَتِهِ لَا يَتَبَادَرُ ذِهْنُهُ إِلَّا إِلَيْنَا؛ لِاشْتِهَارِ ذَلِكَ عَنَّا، وَلَكِنَّ الْحَكَمَ اللَّهُ، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

  تَمَّ نَقْلُ هَذَا الجَوَابِ بِحَمْدِ اللَّهِ الكَرِيمِ التَّوَّابِ عَنْ خَطِّ مَوْلَانَا حُجَّةِ الإِسْلَامِ، وَصَفْوَةِ العُلَمَاءِ الأَعْلَامِ، الْمَرْجِعِ لِحَلِّ الْمُشْكِلَاتِ، وَالفَاتِحِ لِمُغْلَقِ الْمُبْهَمَاتِ الوَلِيِّ بْنِ الوَلِيِّ: مَجْدِالدِّينِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيِّ حَفِظَهُ اللَّهُ وَأَبْقَاهُ لِلإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، آمين اللهم آمين، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَكْرَمِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

  حرر: ٥/شهر صفر/سنة ١٤٠٨ هـ. كَتَبَهُ الفَقِيرُ إِلَى رَبِّهِ رَاجِي عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ: صَلَاحُ بْنُ أَحْمَدَ فَلِيتَةَ - وَفَّقَهُ اللَّهُ، وَغَفَرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَللمُؤْمِنيَن.