مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

رفع الملام في رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام

صفحة 244 - الجزء 1

  أنَّهُ «رَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ» فِي صَلاةِ الجَنَازَةِ، وَهْيَ مِنْ جُمْلَةِ الصَّلَوَاتِ، وَلَمْ يَقُلْ هُوَ وَلاَ غَيْرُهُ إِنَّهُ خَاصٌّ بِهَا.

  وَفِي (الْمُنْتَخَبِ) قَالَ #(⁣١): «قَدْ رُويتْ فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَةِ الأُولَى إِلَى قَرِيبِ الأُذُنَيْنِ أَوِ الْخَدَّيْنِ أَوِ الْمَنْكِبَيْنِ ...» إِلى آخِرِهِ.

  وَبِهَذَا وَنَحْوِهِ يَسْقُطُ القَوْلُ بِأَنَّهُ (فِعْلٌ جَاهِلِيٌّ)، أَوْ (أَنَّ عُلَمَاءَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ لَا يُجِيزُونَهُ)؛ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَصِحَّ أَنْ يُفْعَلَ فِي أَيِّ صَلَاةٍ.

  وَأَمَّا الرِّوَايَةُ فِي (جَوابِ الرَّازِي)⁣(⁣٢) فَيَجِبُ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الرَّفْعِ فِي تَكْبِيرَةِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَهْوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: «نَهَى عَنْهُ فِي خَفْضٍ وَرَفْعٍ»، وَهَذَا يُفِيدُ بِمَفْهُومِهِ عَدَمَ النَّهْيِ فِي غَيْرِ ذَلِك، وَلَيْسَ إِلَّا فِي التَّكْبِيرَةِ الأُولَى.

  إِذَا عَرَفْتَ هَذَا، فَرَفْعُ اليَدَيْنِ عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى هُوَ مَذْهَبُ أَعْلَامِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: الإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، وَالْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى، وَالإِمَامِ النَّاصِرِ الأُطْرُوشِ، وَالإِمَامِ الْمُؤَيَّدِ بِاللَّهِ، وَالإِمَامِ يَحْيَى، وَغَيْرِهِمْ⁣(⁣٣).

  وَهْوَ قَوْلُ الإِمَامِ القَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْهُ فِي (الأَمَالِي).


(١) (المنتخب) للإمام الهادي إلى الحق المبين # (ص/٣٨).

(٢) مجموع الإمام الأعظم الهادي إلى الحق الأقوم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $ (ص/٦٠٠).

(٣) قال السيد الإمام أبو عبد الله العلوي # في (الجامع الكافي) ما لفظه: «(مسألة: صفة رفع اليدين في التكبيرة الأولى): قال أحمد [بن عيسى]، والقاسم [بن إبراهيم]، والحسن [بن يحيى بن الإمام الحسين بن الإمام زيد بن علي]، ومحمد [بن منصور]: ومن السنة أن يرفع الرجل يديه في التكبير في أول الصلاة. قال محمد: رأيت أحمد يرفعهما إلى دون أذنيه ويستقبل بهما القبلة مفرجَةً أصابعه. وقال إسماعيل بن إسحاق: صليت خلف أحمد # فرفع يديه حين افتتح الصلاة فكانتا بحيال وجهه. وقال القاسم - فيما روى داود عنه -: يرفع يديه إذا كبر حذاء منكبيه أو شحمة أذنيه». انتهى.