مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

رفع الملام في رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام

صفحة 247 - الجزء 1

  يَقُولُ: {فَبَشِّرۡ عِبَادِ ١٧ ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ}⁣[الزمر].

  وَأَمَّا الأَحْوَطُ، فَلَا مَعْنَى لَهُ هُنَا، أَوَّلًا: أَنَّهُ لَا تَفْسُدُ بِهِ الصَّلَاةُ بِالإِجْمَاعِ؛ لأَنَّهُ فِعْلٌ يَسِيرٌ، وَإِنَّمَا يُفْسِدُ الْكَثِيرُ مِمَّا لَمْ يُشْرَعْ.

  ثَانِيًا: أَنَّ الأَخْذَ بِالأَحْوَطِ إِنَّمَا يَكُونُ فِيمَا يَشْتَبِهُ، أَمَّا مَا صَحَّ دَلِيلُهُ، وَاتَّضَحَ سَبِيلُهُ، فَالْوَاجِبُ: الْعَمَلُ بِهِ، وَإِنْ خَالَفَ فَيْهِ مَنْ خَالَفَ، فَخِلَافُ الْمُخَالِفِ لَا يُوجِبُ طَرْحَ مَا صَحَّ عَن اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷؛ لِأَجْلِ خِلَافِهِ.

  عَلَى أَنَّهُ مَعَ ذَلِكَ قَدْ لَا تَتَأتَّى صَلاَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا، أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ لَمْ يَقْرَأ الفَاتِحَةَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أَوْ فِي الأَوَّلَتَيْنِ، وَكَذَا مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، وَمَنْ جَمَعَ فِي السَّفَرِ فِي غَيْرِ عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَة، وَمَنْ صَلَّى فُرَادَى مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنَ الْجَمَاعَةِ مُخْتَلَفٌ فِي صَلَاتِهِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِن الْخِلَافَاتِ، فَالوَاجِبُ العَمَلُ بِالدَّلِيل، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ الْحَقَّ وَهْوَ يَهْدِي السَّبِيل.

  وَقَد طَالَ الْكَلَامُ؛ لِقَصْدِ الإِفَادَةِ لَا بِخُصُوصِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ.

  الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: مجدالدين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤيدِيُّ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُم وَللمُؤْمِنِينَ. آمين.

  قال في النسخة المنقول عليها:

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله المطهرين، وبعد:

  فقد تَمَّ نَقْلُ هذه الحاشيةِ المفيدةِ من خَطِّ وَإِملاءِ مولانا العلامة الحجَّة، مفتي اليمن، والمحيي لِمَا اندرس من معالم الكتاب والسنن، مَن لا يُجَارَى في مِضمار، ولا يُشَقُّ له غُبَار، البقية الباقية من العِتْرَةِ النبوية، والسلالةِ المصطفوية أبي الحسنينِ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أَيَّدَه اللَّهُ تعالى، ونفع بعلومه الإسلام والمسلمين، ولقد أَفَادَ وأَجَاد، وأَلَمَّ بالمراد، فجزاه اللَّهُ تعالى عن الإسلام