مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة]

صفحة 271 - الجزء 1

  الأَئِمَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $». أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ فِي (أَمَالِيهِ) (صفحة ١٨٦).

  وَمَا وَرَدَ فِيهِ مِنَ البِشَارَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷، وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنِ الْحُسَيْنِ السِّبْطِ $ لَا يَسَعُ الْمَقَامُ ذِكْرَهُ.

  وَهْوَ مَبْسُوطٌ فِي الأَمَالِيَّاتِ، وَ (كِتَابِ الشَّافِي)، وَفِي (الْمِنْهَاجِ الْجَلِيِّ)، وَ (قَوَاعِدِ عَقَائِدِ آلِ مُحَمَّدٍ)، وَغَيْرِهَا⁣(⁣١).

  وَفَضَائِلُهُ كَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، لَا يَمْتَرِي فِي ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلَامِ.

  وَإِنَّمَا اخْتَارَ أَهْلُ البَيْتِ وَأَتْبَاعُهُم رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ الانْتِسَابَ إِلَيْهِ؛ لِفَتْحِهِ بَابَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِحْيَاءِ دِينِهِ، وَتَجْدِيدِ شَرْعِهِ.

  وَقَدْ كَانَتْ اشْتَدَّتِ الفِتْنَةُ، وَعَظُمَتِ الْمِحْنَةُ، وَاسْتَحْكَمَتِ الظُّلْمَةُ، وَتَرَاكَمَتِ الغُمَّةُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة، بَعْدَ اسْتِشْهَادِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ وَرَيْحَانَتِهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عليٍّ @، وَظَهَرَتِ البِدَعُ وَالْفِتَن، وَانْطَمَسَتِ الأَعَلَامُ وَالسُّنَنُ؛ فَلَمَّا أَبَانَ الْحُجَّة، وَأَوْضَحَ الْمَحَجَّةَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ @ جَعَلُوهُ عَلَمًا بَيْنَهُم وَبَيْنَ الأُمَّةِ؛ لِيُعْلِمُوهُمْ مَا يَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ وَهْلَةٍ، كَمَا أَفَادَ ذَلِكَ كَلَامُ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ @.

  وكَمَا قَالَ وَالِدُهُ الكَامِلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ $: «الْعَلَمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، والْعَلَمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشِّيعَةِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ».

  وَهَذَا كَلَامٌ حَكِيمٌ صَحِيحٌ، فَلَو قَالَ: العَلَمُ رَسُولُ اللَّهِ ÷، أَو: اتِّباعُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لم يُمَيِّزْ؛ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يدَّعِي الإِسْلَامَ مِنْ جَمِيعِ الفِرَقِ يَدَّعِي ذَلِكَ.


(١) وانظر كذلك (أنوار اليقين) للإمام الحسن بن بدر الدين @، و (مقاتل الطالبيين) (ص/١٣٠)، (الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير) للحافظ السياغي ¦، و (تاريخ دمشق) لابن عساكر (١٩/ ٤٥٨)، و (جمع الجوامع) للسيوطي (٢٠/ ٣٠ - ٣١) ط: (الأزهر)، و (كنز العمال) للمتقي الهندي (١٣/ ٣٩٧)، حديث رقم (٣٧٠٦٨)، ط: (الرسالة).