مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الجوابات المهمة من مسائل الأئمة

صفحة 283 - الجزء 1

  طُرُقِ سَائِرِ الأُمَّةِ كَالصّحَاحِ وَغَيْرِهَا.

  وَقَدْ جَمَعْتُ طَرَفًا كَافِيًا مِنْهَا فِي الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ آنِفَاً (مَجْمَعِ الفَوَائِدِ)⁣(⁣١).

  وَهْوَ مُتَلَقَّى بِالقَبُولِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي (شَرْحِ القَلائِدِ)، وَغَيْرِهِ.

  وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ بِمَحْضَرِ الْجَمْعِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ، وَكَانَ عُمْدَتَهُم فِي إِقْنَاعِ الأَنْصَارِ.

  وَأَمَّا قَوْلُهُ: «لَوْ كَانَ سَالِمٌ ...» عَلَى فَرْضِ صِحَّتِهِ، فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَهْوَ مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُرْسِلُهَا بِمُوجَبِ الطَّبِيعَةِ.

  وَسُكُوتُ مَنْ سَمِعَهَا لَا حُجَّةَ فِيه، وَلِحَمْلِهِمْ إيَّاهُ عَلَى مَا عَهِدُوا مِنْهُ، وَإلَّا فَالْمَعْلُومُ بِإجْمَاعِ الأُمَّةِ أَنَّ عِنْدَهُ مَنْ هُوَ أَوْلَى وَأَفْضَلُ مِنْ سَالِمٍ، فَكَانَ يَلْزَمُ تَفْضِيلُهُ عَلَيْهِم، وَلَا قَائِلَ بِهِ.

  وَلَوْ كَانَ قَوْلُهُ⁣(⁣٢) وَسُكُوتُهُم حُجَّةً لبَطَلَ الْحَصْرُ مِنْ أَصْلِهِ، وَعَادَ عَلَى الإِمَامِ بِالنَّقْضِ.

  وَمِنْ كَلِمَاتِهِ، قَوْلُهُ: لَا تَجْتَمِعُ النُّبُوَّةُ وَالْخِلَافَةُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَمَا فِي مَعْنَى هَذَا مِمَّا كَرَّرَهُ، مَعَ أَنَّ نَصَّ القُرْآنِ يُفِيدُ اجْتِمَاعَهُمَا، قَالَ ø: {فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا ٥٤}⁣[النساء]. فَهُمَا فِي أَوَّلِ دَرَجَةٍ في بَيْتٍ وَاحَدٍ.

  وَمِنْهَا: مَا جَرَى مِنْهُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ.

  وَمَا سَبَبُ التَّضْعِيفِ إِلَّا تَوَهُّمُ أَنَّهُ يُنَافِي الْحَصْرَ فِي البَطْنَيْنِ، وَهْوَ مُؤَيِّدٌ لَهُ، غَايَتُهُ: أَنَّ ظَاهِرَهُ فِي عُمُومِ قُرَيْشٍ، وَقَدْ بَيَّنَتْهُ الأَدِّلَةُ.

  وَقَدْ رَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ عَنِ التَّضْعِيفِ فِي آخِرِ كَلَامِهِ.

  وَمِنَ الأَدِلَّةِ الوَاضِحَةِ عَلَى حَصْرِهَا فِيهِمْ: أَخْبَارُ التَّمَسُّكِ بِالثَّقَلَيْنِ الْمُتَوَاتِرَةِ،


(١) في (القسم الثاني).

(٢) أي عمر بن الخطاب.