تعليق على الرسالة الحاكمة
تعليق على الرسالة الحاكمة
  
  والصلاةُ والسلامُ عَلَى المبعوثِ رحمةً للعالمين، وَحُجَّةً باقيةً إلى يومِ الدين، وَعَلَى آلِهِ الذين طَهَّرَهم اللَّهُ من الأَرْجَاس، وفَضَّلَهم عَلَى جميعِ الناس، أَئِمَّةِ الهدى، ومصابيحِ الدُّجَى، والعروة الوثقى.
  وبعد، فهذه المقدمةُ لمولانا وشيخنا شيخ الإسلام والمسلمين، والمجدِّدِ لِمَا اندرس من علومِ الدين، مَن لا يُجَارى في مِضْمَار، ولا يُشَقُّ له غُبار الإمام أبي الحسنين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده اللَّهُ تعالى تعليق عَلَى الرسالة الآتية المسماة: بالرسالة الحاكمة، وقد بَيَّنَ أيَّدَهُ اللَّهُ ما يجبُ العمل بِهِ في شأن المعارضة بين أَئِمَّةِ الهدى، ونجوم الاقتداء.
  قال أَيَّدَهُ اللَّهُ تعالى: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ}.
  مُؤَلِّفُ هذه الرسالة هو القاضي شيخ الإسلام، وأستاذ الأَئِمَّةِ الأعلام: عبدُاللَّه بن علي الغالبي الضحياني ® فيما شَجَرَ من النِّزَاع بين الإمام الأَوَّاه المنصور بالله محمد بن عبد اللَّه الوزير، وبين الإمام الأَمجد المتوكل عَلَى اللَّه المحسِّن بن أحمد سَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْهِم، ومَنْ في جانبي الإمامين من الأَعلام.
  واعلم أَنَّه لَمَّا كان الإمامان من أَئِمَّةِ الهدى، وأَتْبَاعُهُمَا من أَعلامِ الاقتداء، بل هم صَفْوَةُ الصفوةِ في ذلك الزَّمَن، وخِيرَةُ الْخِيرةِ من أَقطابِ اليَمَن -، ومقصدُهُم جميعًا: الدعاءُ إلى اللَّهِ تعالى، وإحياءُ كتابِهِ، وسُنَّةِ نَبِيِّهِ ÷، وإرشادُ العِبَاد، وإصلاحُ البلاد بلا مَيْلٍ إلى الهوى، ولا تَعْرِيجٍ عَلَى الدنيا، وإنَّما أَوْجَبَ الخلافَ: اختلافُ الآراءِ، وتَعَارُضُ الأنظار - وَجَبَ(١) حَمْلُ الجميعِ عَلَى السلامة، وعَدَمُ الإِقدامِ عَلَى التَّوَرُّطِ في السَّبِّ والْمَلامَة، الْمُحَرَّمَيْنِ قطعًا، عقلًا
(١) جواب لَمَّا.