[الرد على ابن الجوزي]
  الْقُرْآنِ)(١) مِنْ طَرِيقِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ÷ لَمْ يَأْذَنْ لأَحَدٍ أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ وَهْوَ جُنُبٌ إِلَّا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
  ثُمَّ قَالَ: لأَنَّ بَيْتَهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ».
  قُلْتُ: بِاللَّهِ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُنْصِفُ انْظُرْ كَيْفَ يَتَمَحَّلُونَ لِصَرْفِ الْفَضَائِلِ الشَّهِيرَة، وَيُدَافِعُونَ فِي أَوْجُهِ الدَّلَائِلِ الْمُنِيرَة، وَقَدْ صَرَّحَ الرَّسُولُ ÷ أَنَّ هَذِهِ خُصُوصِيَّةٌ وَفَضِيلَةٌ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا، كَمَا خَصَّ رَسُولَهُ ÷ بِقَوْلِهِ: «لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَطْرُقَ هَذَا الْمَسْجِدَ جُنُبًا غَيْرِي وَغَيْرُكَ»، وَبِقَوْلِهِ ÷: «مَا أَنَا سَدَدْتُهَا، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَدَّهَا»، وَبِقَوْلِهِ ÷: «إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنْ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ».
  وَقَدْ فَهِمَ ذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَعَلِمُوهُ(٢).
  قَالَ ابْنُ عُمَرَ: هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ، أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ ÷. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ. قَالَ فِي (الفَتْحِ)(٣): «أَيْ أَحْسَنُهَا بِنَاءً. وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ فِي وَسَطِهَا، وَهْوَ أَصَحُّ.
  وَوَقَعَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ(٤) مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ فِي هَذَا
(١) (أحكام القرآن) للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي (ص/١٢٦) رقم (١٣٨).
قال ابن حجر في (القول المسدَّد) (ص/١٩)، وفي (النُّكَت) (ص/١٥٨): «هَذَا مُرْسَلٌ قَوِيٌّ».
(٢) حتى الألباني لم يُعْجِبْهُ كلام ابن حجر هذا ولم يَرُقْ له، فقال في (الثُّمُر المستطاب) (١/ ٤٩٢): «وفيه نَظَرٌ بَيِّنٌ عندي؛ لأنَّه عَلَى هذا لا منقبة لعليٍّ (رض) في إبقاء بابه، طالما أنَّه لم يكن له غيره، فمن أين يدخل ويخرج؟ فهو مضطر، فإذنُهُ عليه [وآله] الصلاة والسلام له يكون للضرورة، ولا فرق حينئذ بينه ¥ وبين غيره إذا كان في مثل بيته، مع أنَّ الأحاديث المتقدمة تفيد أنَّها منقبة لعلي ¥، حتى إن ابن عمر (رض) تَمَنَّى أن تكون له هذه المنقبة كما سَبَقَ». إلخ.
(٣) فتح الباري (٧/ ٩١).
(٤) (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) للنسائي رقم (١٠٧). قال محقق (الخصائص) طبعة (المعلا): «إسناده حسن، والحديث صحيح»، وقال محقق طبعة (دار الكتب العلمية): «إسناده صحيح»، وقال محقق طبعة (المكتبة العصرية): «إسنادُهُ حَسَنٌ». قلت: ورواه ابنُ أبي شيبة في (المصنَّف) (١٧/ ٩٦) رقم (٣٢٧٣٠)، عن جَرِيْرٍ، عن عَطَاءٍ، به.
ورواه البخاريُّ في برقم (٣٧٠٤)، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ =