[الرد على ابن الجوزي]
  بَابَهُ. وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا الْعَلَاءَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ(١).
  وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا، وَكُلُّ طَرِيقٍ مِنْهَا صَالِحٌ لِلاحْتِجَاجِ، فَضْلًا عَنْ مَجْمُوعِهَا.
[الرد على ابن الجوزي]
  وَقَدْ أَوْرَدَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي (الْمَوْضُوعَاتِ)(٢)، أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عُمَرَ، مُقْتَصِرًا عَلَى بَعْضِ طُرُقِهِ عَنْهُمْ، وَأَعَلَّهُ بِبَعْضِ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ مِنْ رُوَاتِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِحٍ؛ لِمَا ذَكَرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الطُّرُقِ، وَأَعَلَّهُ أَيْضًا بِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ فِي بَابِ أَبِي بَكْرٍ. إِلَى قَوْلِهِ: وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ خَطَأً شَنِيعًا؛ فَإِنَّهُ سَلَكَ فِي ذَلِكَ رَدَّ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ بِتَوَهُّمِهِ الْمُعَارَضَةَ، مَعَ أَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ الْقِصَّتَيْنِ مُمْكِنٌ، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ، فَقَالَ - وَسَاقَ كَلامَ الْبَزَّارِ - إِلَى قَوْلِهِ: فَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَعْنِي الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ(٣) أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَطْرُقَ هَذَا الْمَسْجِدَ جُنُبًا غَيْرِي وَغَيْرُكَ».
  إِلَى قَوْلِهِ: وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي(٤) فِي (أَحْكَامِ
(١) قال ابن حجر في (التقريب): «العَلَاءُ بنُ عَرَارٍ - بمهملات - الخَارِفِيُّ - بمعجمة، وراء مكسورة، ثم فاء - الكوفي: ثقة»، وأفاد أنَّ النسائي روى له. وانظر (تهذيب الكمال) (٢٢/ ٥٢٨) رقم (٤٥٨٠).
(٢) (كتاب الموضوعات) لابن الجوزي الحنبلي (١/ ٣٦٣) ط: (دار الفكر).
(٣) سنن الترمذي برقم (٣٧٣٦)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».
وقال ابن حجر في (أجوبة المشكاة) (٣/ ٣١٦): «وورد لحديث أبي سعيد شاهدٌ نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد، عن أبيه، ورواته ثقات».
ورواه أبو يعلى في (مسنده) (٢/ ٣١١)، رقم (١٤٠٢).
(٤) قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (٢/ ٦٢٥)، رقم (٦٥٢): «أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن مُحَدِّث البصرة حمَّاد بن زيد الأزدي، مولاهم، البصري ثم البغدادي المالكي الحافظ، صاحب التصانيف، وشيخ مالكية العراق وعالمهم. قال الخطيب: كان عالِمًا مُتْقِنًا فقيهًا. شرح مذهب مالك، واحتجَّ له وصنف المسند، وصنف في علوم القرآن. مات فجاءة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين». تمت بتصرف.