مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(حول الشيعة والتشيع)

صفحة 336 - الجزء 1

  «شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، يَقْتُلُهُم خَيْرُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ»⁣(⁣١).

  هَكَذَا يَقُولُ لِسَانُ حَالِهِم، كَمَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ تَصَفَّحَ صَرَائِحَ كَلَامِهِم.

  *******

  قَالَ فِي ذَلِكَ الصَّفْحِ: «ثُمَّ الشِّيعَةُ لَمَّا حَدَثُوا لَمْ يَكُن الَّذِي ابْتَدَعَ التَّشَيُّعَ


= وَقَتَلُوهُ». قَالَهَا ثَلاَثًا. قال المحقق: «حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، وَإِسْنَادُ الْمُصَنِّفِ حَسَنٌ»، ورواه أحمد برقم (٢٢١٥١) ط: (الرسالة)، وقال محققوا هذه الطبعة: «حديث صحيح ....»، وابن ماجه في (السنن) برقم (١٧٦)، وقال الألباني: «حسن صحيح»، والحاكم في (المستدرك) برقم (٢٦٥٤)، وبرقم (٢٦٥٥)، وصححه الحاكم عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، ووافقه الذهبي، ورواه الطبراني في (الكبير) بطرق كثيرة، انظر بعضها بأرقام (٨٠٣٣) (٨٠٣٤) (٨٠٣٥)، وقال الهيثمي في (المجمع) (٦/ ٢٣٧): «رِجَالُهُ ثِقَاتٌ»، وصححه السيوطي في (الجامع الصغير) برقم (٤١٤٨).

(١) روى محمد بن سليمان الكوفي ¦ في (المناقب) (٢/ ٣٦١)، رقم (٨٣٩)، وابن المغازلي في (المناقب) (ص/٥٤)، رقم (٧٩) بالإسناد إلى عائشة قالت: سمعتُ رسولَ اللَّهِ ÷ يقول: «هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيْقَةِ، يَقْتُلُهُم خَيْرُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيْقَةِ، وَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَسِيْلَة يَوْمَ القِيَامَةِ».

وروى الطبراني في (الأوسط) (٧/ ٢١٠)، رقم (٧٢٩٥) بإسناده إلى أبي سعيد الرقاشي، قال: «دخلتُ على عائشة، فقالت: ما بال أبي حَسَنٍ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ القُرَّاءَ؟ قال: قلتُ: يا أُمَّ المؤمنين إِنَّا وَجَدْنَا فِي القَتْلَى ذَا الثُّدَيَّةِ فَشَهِقَتْ أَوْ تَنَفَّسَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: إِنَّ كَاتِمَ الشَّهَادَةِ مِثْلُ شَاهِدِ زُورٍ، سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «يَقْتُلُ هَذِهِ العصَابَةَ خَيْرُ أُمَّتِي»». وقال الحافظُ ابنُ حجر في (فتح الباري) (١٢/ ٣٥٤): «وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمَرْفُوعِ عِنْدَ (مُسْلِمٍ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ فِي وَصْفِ الْخَوَارِجِ: «هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ»، وَعِنْدَ (أَحْمَدَ) - بِسَنَدٍ جَيِّدٍ - عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ، وَعِنْدَ (الْبَزَّارِ) مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: «هُمْ شِرَارُ أُمَّتِي يَقْتُلُهُمْ خِيَارُ أُمَّتِي»، وَسَنَدُهُ حَسَنٌ، وَعِنْدَ (الطَّبَرَانِيِّ) مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مَرْفُوعًا: «هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقْتُلُهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ»، وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عِنْدَ (أَحْمَدَ): «هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ»، وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ عِنْدَ (مُسْلِمٍ): «مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ»، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ (الطَّبَرَانِيِّ): «شَرُّ قَتْلَى أَظَلَّتْهُمُ السَّمَاءُ، وَأَقَلَّتْهُمُ الْأَرْضُ»، وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ نَحْوُهُ، وَعِنْدَ (أَحْمَدَ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ مَرْفُوعًا فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ: «شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ» يَقُولُهَا ثَلَاثًا، وَعِنْدَ (ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ) مِنْ طَرِيقِ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ». قال ابن حجر: وَهَذَا مِمَّا يُؤَيِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ بِكُفْرِهِمْ ...» إلخ. والأحاديث الواردة بذم الخوارج ووجوب قتالهم، وفضل من يقتلهم، قد استوفى كثيرًا منها: مولانا الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في كتابه (لوامع الأنوار) في (الفصل التاسع) وكذا العلامة السعيد حُمَيد الشهيد في (محاسن الأزهار) (ص/٢٦٥)، والسيد الأمير الصنعاني في (شرح التحفة العلوية) (ص/١٠٢)، والحافظ الهيثمي في (المجمع) (٦/ ٢٢٨)، والحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (١٠/ ٦٩)، والمتقي الهندي في (كنز العمال) (١١/ ١٣٧)، وغيرهم.