[بحث في أخبار المؤاخاة، ومخرجيها]
  هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي لَا يَبْلُغُ عَشِيرَ مِعْشَار مَا وَرَدَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ # هُوَ فِي سِيَاقِ خَبَرِ سَدِّ الأَبْوَابِ إلَّا بَابَ عَلِيٍّ، وَهْيَ مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الأُمَّةِ.
  وَقَدْ سَاقَ طَائِفَةً مِنْهَا نَافِعَةً شَارِحُ البُخَارِيِّ (ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ)، وَأَوْضَحَ صِحَتَّهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهَا بِمَا خُلَاصَتُهُ: أَنَّ الْمُرَادَ (البَابُ) فِي خَبَرِ عَلِيٍّ #، وَ (الْخَوْخَةُ) فِي خَبَرِ أَبي بَكْرٍ، وَقَدْ أَوْرَدْتُ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(١).
  وَأَوْضَحْتُ التَّضْعِيفَ فِي رِجَالِ رِوَايَةِ (بَابِ أَبِي بَكْرٍ) هُنَالِكَ.
  وَالْحَقُّ أَبْلَجُ مَا تُخِيلُ سَبِيلُهُ ... وَالْحَقُّ يَعْرِفُهُ أُولُوا الأَلْبَابِ
[بحث في أخبار المؤاخاة، ومخرجيها]
  هَذَا، وَأَخْبَارُ الْمُؤَاخَاةِ كَثِيرَةٌ شَهِيرَةٌ، وَكَانَتِ الْمُؤَاخَاةُ مَرَّتَيْنِ، فِي كِلْتَيْهِمَا جَعَلَ الرَّسُولُ ÷ عَلِيًّا أَخَاهُ.
  وَقَدْ أَخْرَجَهُ باِللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ الإِمَامُ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ فِي (الشَّافِي) -: «أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» - الْحَاكِمُ فِي (صفح/١٤) مِنَ (الْجُزءِ الثَّالِثِ) مِنَ (الْمُسْتَدْرَكِ) عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ طَرِيقَيْنِ صَحِيحَيْنِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَأَخْرَجَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَلْخِيصِهِ مُعْتَرِفًا بِصِحَّتِهِ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ(٢) فِيمَا نَقَلَهُ ابْنُ حَجَرٍ [الْهَيْتَمِيُّ] فِي (صفح/٧٣) مِنْ (صَوَاعِقِهِ).
  وَقَالَ ÷: «هَذَا أَخِي، وَابْنُ عَمِّي، وَصِهْرِي، وَأَبُو وَلَدِي». أَخْرَجَهُ الشِّيرَازِيُّ فِي (الأَلْقَابِ)، وَابْنُ النَّجَّارِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ(٣).
(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/١١٦)، (ط ٢/ ١/١٦٢)، (ط ٣/ ١/٢٣٠).
(٢) روى الترمذي في (السنن) برقم (٣٧٢٩) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «آخَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ عَلِيٌّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَلَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»». قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وعزاه السيوطي في (الجامع الصغير) برقم (٥٥٨٩)، والهندي في (كنز العمال) برقم (٣٢٩٠٧) إلى (الطبرانيِّ) عن ابنِ عُمَرَ مرفوعًا «عَلِيٌّ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرِةِ»، وحسَّنه السيوطي.
(٣) عزاه المتقي الهندي في (كنز العمال) برقم (٣٢٩٤٧) إلى (الشيرازي، وابنِ النَّجَّار).
ورواه الطبراني في (الأوسط) (٦/ ٣٠٠) رقم (٦٤٦٨) بإسناده إلى نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، =