[بحث في الوصية]
  بِطُرُقٍ مُجْمَعٍ عَلَى صِحَّتِهَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ® أَنَّهُ ÷ قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: «لَا يَذْهَبُ بِهَا - أَي: براءة - إِلَّا رَجُلٌ هُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ».
  وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ ÷: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ؛ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي».
  وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ ÷: «أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
  وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ ÷: «أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي وَمُؤْمِنَةٍ».
  وَفِيهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَسَدَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ، فَكَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا، وَهْوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ.
  وَأَنَّه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِيٌّ».
  وَالْحَدِيثُ طَوِيلٌ اخْتَصَرْتُهُ، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ خَبَرَ الرَّايَةِ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَامًا، وَخَبَرَ الْكِسَاءِ، وَشِرَاءِ عَلِيٍّ نَفْسَهُ لَيْلَةَ نَامَ عَلَى الْفِرَاشِ. وَشَوَاهِدُهُ لَا تُحْصَى.
[بحث في الوصية]
  وَقَالَ ÷: «إنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا»، مُخَاطِبًا لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي (خَبَرِ الإنْذَارِ).
  أَخْرَجَهُ بِهَذِهِ الأَلْفَاظِ: ابْنُ إِسْحَاقَ(١)، وَابْنُ جَرِيرٍ(٢)، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ(٣)، وَابْنُ مَرْدَويهِ(٤)، وَأَبُو نُعَيْمٍ(٥)، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَدَلَائلِهِ(٦).
(١) (السيرة النبوية) لابن إسحاق (١/ ١٨٧)، ط: (دار الكتب العلمية).
ورواه البغوي في تفسيره (معالم التنزيل) عن ابن اسحاق بلفظ: «إِنَّ هَذَا أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِيكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا».
(٢) سيأتي تخريج كتب ابن جرير الطبري.
(٣) تفسير ابن أبي حاتم الرازي (٩/ ٢٨٢٦)، برقم (١٦٠١٥) (تفسير سورة الشعراء).
(٤) عزاه إلى (ابنِ مردويه): السيوطيُّ في (مسند علي بن أبي طالب) من (جمع الجوامع) (١٣/ ٤٢٠ - ٤٢١) ط: (دار الكتب العلمية).
(٥) (دلائل النبوة) لأبي نُعَيم (٢/ ٤٢٥) رقم (٣٣١)، ط: (دار النفائس).
(٦) (السنن الكبرى) للبيهقي (٩/ ٧)، و (دلائل النبوة) له أيضًا (٢/ ١٧٨ - ١٨٠).
وقد نَقَلَ تخريجَ هذا الحديث - كما ذكرهم مولانا الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # -: الحافظُ السيوطيُّ في (جمع الجوامع) (مسند علي) # (١٣/ ١٦١ - ١٦٢)، رقم (٦٢٨٥) ط: (دار الكتب =