[بحث في ذكر بعض الأشعار المتضمنة كون علي # وصي رسول الله ÷]
  وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا:
  قُلْ لِلزُّبَيْرِ وَقُلْ لِطَلْحَةَ إِنَّنَا ... نَحْنُ الَّذِينَ شِعَارُنَا الأَنْصَارُ
  نَحْنُ الَّذِينَ رَأَتْ قُرَيْشٌ فِعْلَنَا ... يَوْمَ القَلِيبِ أُولَئِكَ الْكُفَّارُ
  كُنَّا شِعَارَ نَبِيِّنَا وَدِثَارَهُ ... يَفْدِيهِ مِنَّا الرُّوحُ وَالأَبْصَارُ
  إِنَّ الوَصِيَّ إِمَامُنَا وَوَلِيُّنَا ... بَرِحَ الْخَفَاءُ وَبَاحَتِ الأَسْرَارُ
  وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ، .... إِلَى قَوْلِهِ:
  أَبَا حَسَنٍ أَنْتَ فَصْلُ الأُمُورِ ... يَبِينُ بِكَ الْحِلُّ وَالْمَحْرَمُ(١)
  جَمَعْتَ الرِّجَالَ عَلَى رَايَةٍ ... بِهَا ابْنُكَ(٢) يَومَ الْوَغَى مُقْحَمُ
  وَلَمْ يَنْكُصِ الْمَرْءُ مِنْ ضَعْفِهِ ... وَلَكِنْ تَوَالَتْ لَهُ أَسْهُمُ(٣)
  فَقَالَ رُويدًا وَلَا تَعْجَلُوا ... فَإِنِّي إِذَا رَشَقُوا مُقْدِمُ
  فَأَعْجَلْتَهُ وَالْفَتَى مُجْمِعٌ ... بِمَا يَكْرَهُ الْوَجِلُ الْمُحْجِمُ
  سَمِيُّ النَّبِيِّ وَشِبْهُ الْوَصِيِّ ... وَرَايَتُهُ لَوْنُهَا الْعَنْدَمُ(٤)
  وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ يَوْمَ الْجَمَلِ:
  هَذَا عَلِيٌّ وَهوَ الْوَصِيُّ ... آخَاهُ يَوْمَ النَّجْوَةِ النَّبِيُّ
  وَقَالَ هَذَا بَعْدِيَ الْوَلِيُّ ... وَعَاهُ وَاعٍ وَنَسِيَ الشَّقِيُّ
(١) أي الحلال والحرام. تمت من المؤلف (ع).
(٢) أي محمد بن الحنفيَّة #.
(٣) قوله: «من ضعفه»: في شرح النهج طبعة (دار الجيل): من خَيْفَةٍ.
(٤) في (مختار الصحاح): «(الْعَنْدَمُ) الْبَقَّمُ، وَقِيلَ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ»، وفيه أيضًا: «(الْبَقَّمُ): صِبْغٌ مَعْرُوفٌ، وَهْوَ الْعَنْدَمُ. وَقُلْتُ لِأَبِي عَلِيٍّ الْفَسَوِيِّ: أَعَرَبِيٌّ هُوَ؟ فَقَالَ: مُعَرَّبٌ».
وفي (القاموس المحيط): «البَقَّمُ - مُشَدَّدَةَ القافِ -: خَشَبٌ شَجَرُهُ عِظَامٌ، وَوَرَقُهُ كَوَرَقِ اللَّوْزِ، وَسَاقُهُ أحْمَرُ، يُصْبَغُ بِطَبِيْخِهِ، وَيُلْحِمُ الجِرَاحَاتِ، وَيَقْطَعُ الدَّمَ الْمُنْبَعِثَ مِنْ أَيِّ عُضْوٍ كَانَ، وَيُجَفِّفُ القُرُوحَ، وَأَصْلُهُ سَمُّ سَاعَةٍ».