مع ابن القيم في زاد المعاد
  وَخَرَجَ يَوْمَ الْجَمَلِ غُلَامٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ شَابٌّ مُعْلِمٌ(١) مِنْ عَسْكَرِ عَائِشَةَ، وَهْوَ يَقُولُ:
  نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَعْدَاءُ عَلِي ... ذَاكَ الَّذِي يُعْرَفُ قِدْمًا بِالْوَصِي
  وَفَارِسِ الْخَيْلِ عَلَى عَهْدِ النَّبِي ... مَا أَنَا عَنْ فَضْلِ عَلِيٍّ بِالْعَمِي
  لَكِنَّنِي أَنْعَى ابْنَ عَفَّانَ التَّقِي ... إِنَّ الْوَلِيَّ طَالِبٌ ثَأرَ الْوَلِي
  وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيُّ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانَ فِي عَسْكَرِ عَلِيٍّ #:
  أَيَّةُ حَرْبٍ أُضْرِمَتْ نِيرَانُهَا ... وَكُسِرَتْ يَوْمَ الْوَغَى مُرَّانُهَا(٢)
  قُلْ لِلْوَصِيِّ أَقْبَلَتْ قَحْطَانُهَا ... فَادْعُ بِهَا تَكْفِيكَهَا هَمْدَانُهَا
  هُمُ بَنُوهَا وَهُمُ إِخْوَانُهَا
  وَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ #:
  كَيْفَ تَرَى الأَنْصَارَ فِي يَوْمِ الْكَلِبْ ... إِنَّا أُنَاسٌ لَا نُبَالِي مَنْ عَطِبْ
  وَلَا نُبَالِي فِي الوَصِيِّ مَنْ غَضِبْ ... وَإنَّمَا الأَنْصَارُ جِدٌّ لَا لَعِبْ
  هَذَا عَلِيٌّ وَابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ... نَنْصُرُهُ اليَوْمَ عَلَى مَنْ قَدْ كَذَبْ
  مَنْ يَكْسِبِ الْبَغْيَ فَبِئْسَمَا اكْتَسَبْ
  وَقَالَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الكِنْدِيُّ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ أَيْضًا(٣):
  يَا رَبَّنَا سَلِّمْ لَنَا عَلِيَّا ... سَلِّمْ لَنَا الْمُبَارَكَ الْمُضِيَّا
  الْمُؤْمِنَ الْمُوَحِّدَ التَّقِيَّا ... لَا خَطِلَ الرَّأيِ وَلَا غَوِيَّا
  بَلْ هَادِيًا مُوَفَّقًا مَهْدِيَّا ... وَاحْفَظْهُ رَبِّي وَاحْفَظِ النَّبِيَّا
  فِيهِ فَقَدْ كَانَ لَهُ وَلِيَّا ... ثُمَّ ارْتَضَاهُ بَعْدَهُ وَصِيَّا
  وَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - فِي يَوْمِ الْجَمَلِ أَيْضًا:
(١) «المعلِم - بكسر اللام -: الذي علم مكانه في الحرب بعلامة أعلمها» تمت من محقق شرح النهج.
(٢) الْمُرَّان: الرِّمَاحُ الصلبة. واحده: مُرَّانَة. تمت من المؤلف (ع).
(٣) انظر كتاب (وقعة صفين) (ص/٣٨١).