مع ابن القيم في زاد المعاد
  وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ... وَفَارِسُهُ الْحَامِي بِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلْ
  وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ عَجْلَانَ الأَنْصَارِيُّ(١):
  كَيْفَ التَّفَرُّقُ وَالْوَصِيُّ إِمَامُنَا ... لَا كَيْفَ إِلَّا حَيْرَةً وَتَخَاذُلَا
  لَا تَغْبِنُنَّ عَقُولَكُمْ لَا خَيْرَ فِي ... مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ البَلَابِلِ عَاقِلَا
  وَذَرُوا مُعَاوِيَةَ الغَوِيَّ وَتَابِعُوا ... دِينَ الْوَصِيِّ لِتَحْمَدُوه آجِلَا
  وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ذُؤَيب الأَسْلَمِيُّ:
  أَلَا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ ... فَمَالَكَ لَا تَهَشُّ إِلَى الضِّرَابِ(٢)
  فَإِنْ تَسْلَمْ وَتَبْقَ الدَّهْرَ يَوْمًا ... نَزُرْكَ بِجَحْفَلٍ عَدَدَ التُّرَابِ
  يَقُودُهُمُ الْوَصِيُّ إِلَيْكَ حَتَّى ... يَرُدَّكَ عَنْ ضَلَالٍ وَارْتِيَابِ
  وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
  يَا عُصْبَةَ الْمَوْتِ صَبْرًا لَا يَهُولُكُمُ ... جَيْشُ ابْنِ حَرْبٍ فَإِنَّ الْحَقَّ قَدْ ظَهَرَا
  وَأَيْقِنُوا أَنَّ مَنْ أَضْحَى يُخَالِفُكُمْ ... أَضْحَى شَقِيًّا وَأَمْسَى نَفْسَهُ خَسِرَا
  فِيكُمْ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ قَائِدُكُمْ ... وَصِهْرُهُ وَكِتَابُ اللَّهِ قَدْ نُشِرَا
  وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ(٣):
  وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ... وَفَارِسُهُ إِنْ قِيلَ هَلْ مِنْ مُنَازِلِ
  فَدُونَكَهُ إِنْ كُنْتَ تَبْغِي مُهَاجِرًا ... أَشَمَّ كَنَصْلِ السَّيْفِ عَيْرَ حَلَاحِلِ(٤)
  وَالأَشْعَارُ الَّتِي تَتَضَمَّنُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا مِنْهَا هَا هُنَا بَعْضَ مَا قِيلَ فِي هَذَيْنِ الْحَرْبَيْنِ، فَأَمَّا مَا عَدَاهُمَا فَإِنَّهُ يَجِلُّ عَنِ الْحَصْرِ، وَيَعْظُمُ عَنِ
(١) في كتاب وقعة صفين (ص/٣٦٥): النَّضر بن عجلان.
(٢) في (وقعة صفين) (ص/٣٨٢): أما لك لا تُنيب إلى الصواب.
(٣) كذا في (شرح النهج)، وفي كتاب (وقعة صفين) (ص/٤١٦) نَسَبَهَا إلى الفضل بن العبَّاس.
(٤) «عَيْرُ القوم: سيّدُهُم، والحَلاحل - بفتح أوَّلِه - جمع الْحُلاحِل - بضمِّه -، وهو السَّيِّدُ في عَشيرته، الشجاعُ، الرَّكِيْنُ في مجلسه». انتهى من محقق كتاب (وقعة صفين).